شهدت بريطانيا أكبر احتفال رسمي منذ 70 عام للقيام بتتويج الملك تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا، وكان ذلك في كنيسة وستمنستر بالعاصمة لندن، وشمل الاحتفال مراسم تتسم بالأناقة والفخامة يعود تاريخها إلى ألف عام.
ويعد الملك تشارلز هو صاحب أطول فترة فى ولاية العهد في بريطانيا حتى وفاة الملكة إليزابيث فى سبتمبر 2022. وذلك استمر 70 عاماً، مما جعل حفل التتويج حدثًا انتظره الكثيرون منذ سنوات. وسط إجراءات أمنية مشددة تم الإحتفال بتتويج ملك بريطانيا تشارلز الثالث، ملكا رسميا للمملكة المتحدة. وقد وصفت الإحتفالات بأنها أكبر تجمع من القوات البريطانية حدث بالمملكة المتحدة، وذلك لم يحدث منذ حفل تتويج الملكة إليزابيث. فقد انتشر ما يقرب من 11 ألف جندى فى صفوف على امتداد مسافة ميل، ومشاركة العديد من فرق الموسيقى العسكرية خلال مسيرة التتويج.
مراسم احتفال تتويج الملك تشارلز
جاءت مراسم التتويج البريطانية التقليدية ذات مهابة وفخامة كالعادة. فقد اصطف المئات من الجنود ذو الزي القرمزي والقبعات السوداء العالية على امتداد طريق ذا مول، وهو الشارع الواسع المؤدي إلى قصر بكنغهام، حيث احتشد عشرات الآلاف متجاهلين المطر الخفيف لمتابعة الحدث فى شوق ولهفة كبيرة.
وفى لحظة تخطف الأنفاس، وبكل هدوء وضع كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي تاج سانت إدوارد التاريخي الذي تم صنعه قبل 360 عاما على رأس الملك تشارلز وتم تتويجه ملكًا على بريطانيا. وقد حضر هذه اللحظة التاريخية مائة من كبار رؤساء الدول والشخصيات الهامة. كما كان يشاهده أيضا الملايين حول العالم من خلال شاشات التلفزيون.
وبعد أن قام كبير الأساقفة بوضع التاج على رأس الملك حتى سمعت هتافات عالية بالدعاء للملك “حفظ الله الملك” وذلك كان داخل كنيسة دير وستمنستر وخارجها.
وبعدها تم تحية الملك في 13 موقعاً في المملكة المتحدة وذلك عن طريق طلقات المدفعية، كما تم إطلاق أجراس كنيسة دير وستمنستر لمدة دقيقتين. وقام المحتشدين برفعت الأنخاب في طريق “ذي مول” بلندن وذلك احتفالاً بهذه المناسبة السعيدة. وبعد الحفل، راقبت الجماهير التي اصطفت على جانبي الطريق الذي سلكه موكب الزوجين المتوّجين حديثاً وهما يشقان طريقهما إلى قصر باكنغهام على متن العربة الملكية الذهبية.
وقد تم إذاعة الحفل على شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم، وحضر هذا الحدث الهام نحو 2,300 شخص تمت دعوتهم إلى كنيسة دير وستمنستر لحضور التتويج.
وجاء هذا التتويج للملك تشارلز ليصبح حاكم بريطانيا، وذلك خلفا عن والدته الملكة إليزابيث بعد وفاتها في شهر سبتمبر. وقد أصبح الملك تشارلز في سن الرابعة والسبعين، وبهذا التتويج يكون تشارلز هو أكبر ملك بريطاني يجلس على كرسي العرش الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر في كنيسة وستمنستر. كما شمل الاحتفال تتويج زوجته الثانية كاميلا التي تبلغ من العمر (75 عاما).
ضيوف حفل تتويج الملك تشارلز
حضر تتويج الملك تشارلز ملوك من كل أنحاء العالم و ذلك في كنيسة وستمنستر، وفي سابقة لم تحدث من قبل شهد الحفل خروجا عن التقاليد. حيث قام تشارلز بإضافة عدد من أفراد العائلة المالكة المتوجين إلى قائمة الضيوف لهذا الإحتفال. مما عنى تواجد عددا من الملوك والملكات تمكنوا من المشاركة فى الاحتفال. ونذكر من ضيوف الحفل ما يأتي:
الأمير ألبرت أمير موناكو والأميرة شارلين
كان الأمير ألبرت البالغ من العمر64 عاما، أول ملك أوروبى يؤكد حضوره حفل تتويج الملك تشارلز. وقد تحدث الأمير ألبرت أمير موناكو، بكل اعتزاز عن الملك البريطانى تشارلز، وصفا بأنه “رجل مثقف للغاية وشخص يتمتع بروح الدعابة”. وكان برفقة الأمير زوجته الأميرة شارلين أميرة موناكو.
وظهرت الأميرة شارلين بإطلالة أنيقة للغاية من خلال بدلة بنطلون من قطعتين باللون الكريمى، كما ارتدت قبعة كريمية متطابقة مع الملابس.
الملك فيليب ملك إسبانيا والملكة ليتيزيا
كما شهد حفل تتويج الملك تشارلز، حضور الملك فيليب ملك إسبانيا مع زوجته الملكة ليتيزيا ملكة إسبانيا، والتى كانت تعمل صحفية قبل زواجها من الملك فيليب.
الملك عبد الله الثاني ملك الأردن والملكة رانيا
وظهرت كعادتها الملكة الأنيقة رانيا مع زوجها الملك عبد الله فى حفل تتويج الملك تشارلز. وكانت ترتدي مثل العديد من النساء الملكات الأخريات زيًا أحادى اللون. وتميز هذا الفستان أنه ذو طول متوسط وأكمام طويلة ورقبة عالية، كما كان مقترنًا بمسحات كريمية.
الملك ويليم ألكسندر ملك هولندا والملكة ماكسيما
من قائمة ضيوف حفل تتويج الملك تشارلز حضرت إلى الحفل الملكة ماكسيما ذات ال51 عام، بصحبة زوجها الملك ويليم ألكسندر ملك هولندا. وقد اختارت الملكة فستانا شاحبًا باللون الكريمى، سقط تحت ركبتيها. كما كان الفستان مصحوبًا بقفازات نفس اللون وقبعة شاحبة.
ولي العهد النرويجي الأمير هاكون و الأميرة ميت ماريت من النرويج
دائما ما تتواجد علاقات وطيدة بين العائلات المالكة البريطانية والنرويجية. والتى زادت وبالأخص بعد أن زارت ألمانيا النرويج فى عام 1940. وجاء أفراد العائلة المالكة للإقامة فى المملكة المتحدة. وقد قام بتمثيل عائلته في حفل تتويج الملك تشارلز إلى جانب زوجته ولى العهد الأميرة ميت ماريت.
ملك بلجيكا الملك فيليب والملكة ماتيلد
حضر الحفل أيضا ابن عم الملكة البعيد، وهو فيليب ملك بلجيكا، وقد شوهد وهو يسير إلى جانب زوجته الملكة ماتيلد. ومن المعروف أن الملك فيليب يرتبط بعيدا جدا بالملك تشارلز، وذلك عبر الملك كريستيان التاسع ملك الدنمارك، والذى يعرف باسم “جد أوروبا” وهذا يرجع إلى شجرة عائلته بعيدة المدى.
ولي عهد الدانمارك الأمير فريدريك والأميرة ماري
حضر التتويج أيضا ولي العهد الدنمارك فريدريك إلى جانب زوجته الأميرة مارى، والتى ظهرت بملابس بالغة الأناقة.
سيدة أمريكا الأولى السيدة جيل بايدن في حفل تتويج الملك تشارلز
حضرت السيدة جيل بايدن زوجة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية حفل التتويج، وكان بصحبتها حفيدتها
الملكة آن ماري ملكة اليونان بصحبة ولى العهد الأمير بافلوس والأميرة ماري شانتال
كان من بين الحاضرين ملكة اليونان الملكة آن ماري وابنها ولى العهد بافلوس وأيضا زوجته الأميرة ماري شانتال. ويعد الأمير بافلوس هو الابن الأكبر والطفل الثاني للملك قسطنطين الثانى، وهو آخر ملوك اليونان من عام 1964 إلى عام 1973 وزوجته.
دوق هنرى والدوقة الكبرى ماريا تيريزا
ظهرت الدوقة الكبرى ماريا تيريزا بمجموعة من المجوهرات الفضية اللافتة للأنظار، فى تتويج الملك تشارلز. وكان من بين هذه القطع العقد والسوار والبروش أيضا.
الأمير هاري في حفل تتويج الملك تشارلز
وصل الأمير هاري الى حفل التتويج وهو بصحبة ابنتي عمه الأميرة يوجين والأميرة بياتريس.
وقد شارك دوق ساسكس، الذي يبلغ من العمر 38 عامًا، وهو سعيد في يوم التتويج التاريخي للملك تشارلز الثالث فى كنيسة وستمنستر. وقد تم إجباره على السير فى الممر بمفرده حتى يجلس فى الصف الثالث حتى يتم وصول والده وأيضا الملكة كاميلا.
وكان الأمير هاري يرتدي ميداليات مثبتة على سترته فى الإحتفال، وشوهد وهو يضحك ويبتسم أثناء دخوله إلى الكنيسة الملكية إلى جانب الأميرة أوجيني وبياتريس وبحضور زوج كل منهما جاك بروكسبانك وإيدو مابيلى موزى.
ولي العهد الأمير ويليام والاميرة كيت ميدلتون
كان الأمير ويليام وزوجته الأميرة كيت من أبرز الحضور الذين جذبوا الأنظار في حفل تتويج الملك تشارلز. تألقت الأميرة كيت كعادتها بفستان كلاسيكي جذاب زاد من جمالها. كما جذبت الأميرة شارلوت وشقيقها الأمير لويس الأنظار إليهم بلطافتهم وتصرفاتهم. وكان الأمراء الصغار قد وصلوا مع والديهم وأمسكت الاميرة شارلوت بيد شقيقها الصغير طوال الحفل. بينما كان شقيقهم الأكبر الأمير جورج مشاركًا في الموكب خلف الملك كعضو شرف.