تجذب ألمانيا دوماً المزيد من السياح لقضاء عطلاتهم في أرجائها، فعوامل مثل التسوق الراقي بأسعار معقولة والخدمات ذات المعايير العالية واحترام الثقافات الأخرى تساهم بلا شك في استقطاب السياح ومن بينهم المسافرين الخليجيين إلى هذا البلد الأوروبي.
وبالإضافة إلى ما توفره لزائريها من مجموعة متنوعة من البرامج السياحية والأسعار المعقولة، فإن المناظر الطبيعية الخلابة التي تتميز بها تعزز موقعها كوجهة سياحية عالمية، فهي تتربع على أرض تمتد من بحر البلطيق في الشمال الشرقي وتنتهي بجبال الألب في الجنوب، وتجتازها بعض أشهر الأنهار في أوروبا. كما تشتهر بمعالمها السياحية التي تحبس الأنفاس والتي حاز أغلبها على تقدير اليونسكو.
في الحوار التالي نلتقي مع الفاضلة «أحلام خفاجي» مديرة الاتصالات في المكتب الوطني الألماني للسياحة، والتي تمتلك خبرة في القطاع السياحي العالمي مكنتها من أن تصبح سفيرة للسياحة العربية وأن تحصل على جائزة أفضل مدير علاقات عامة على مستوى هيئات السياحة في العالم العربي.
تسعى بخبرتها إلى مد جسور التواصل بين مواطني دول الخليج وألمانيا عن طريق توفير المعلومات وتنظيم مختلف الرحلات والبرامج السياحية، كما تعمل انطلاقاً من وظيفتها لتعريف الوفود الألمانية الزائرة للدولة بأهم المعالم التراثية والمعمارية والثقافية الإماراتية.
دور المكتب الوطني الألماني للسياحة للترويج لألمانيا كوجهة سياحية داخل الخليج؟
يعد المكتب الوطني الألماني للسياحة هيئة متخصصة في تقديم الخدمات التسويقية لصناعة السياحة في ألمانيا، وهو يسعى إلى تعزيز الصورة الإيجابيةلألمانيا كأفضل وجهة سياحية في العالم وفروعه 32 مكتبا حول العالم.
افتتح المكتب فرعه في دبي عام 2004 بهدف تعزيز تواجد ألمانيا على خارطة سوق السياحة الخليجية الآخذة بالازدهار، ويعمل المكتب الذي يعد أحد المكاتب التمثيلية للمجلس الوطني الألماني للسياحة في المنطقة بصورة وثيقة مع أغلب الهيئات والشركات الناشطة في صناعة السياحة بألمانيا.
يقع على عاتق المكتب مسئولية وضع وتنفيذ مجموعة من الخطط التسويقية التي من شأنها أن تعزز صورة ألمانيا كأفضل وجهة سياحية على مستوى العالم، سواء السياحة الترفيهية، أو العلاجية ،أو التعليمية ،أو إدارة الأعمال ،أو التسويقية ،أو في جميع المجالات.
ملامح الخطة التسويقية التي ينتهجها المكتب الوطني الألماني للسياحة لجذب السائح الخليجي؟
استحداث أفكار تسويقية رئيسية من شأنها أن تعمل على ترسيخ صورة إيجابية عن ألمانيا.
استهداف مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوتهم للسفر إلى ألمانيا لنقل صورة إيجابية إلى ملايين المتابعين لهم.
تعزيز آفاق التعاون مع وسائل الإعلام داخل دول الخليج، ودعوة الصحفيين إلى زيارة ألمانيا.
التعاون مع شركات جديدة في الطيران وتجزئة السفريات لوضع برامج سياحية ترفيهية للسائحين الخليجيين.
المشاركة في معارض السفر داخل الخليج، حيث تعد منصة وفرصة للقاء ممثلي السوق الإقليميين الرئيسيين، وخلق شراكات وعلاقات ومناقشة أحدث اتجاهات السوق السياحي.
وفقا للأرقام والإحصائيات، كيف تقيمين زيارة السائحين الخليجيين إلى ألمانيا خلال العامين الماضيين؟
يحتل المسافرون من دول مجلس التعاون الخليجي مكانة بارزة في صناعة السياحة الألمانية، حيث تعد من بين الدول العشرين الأكثر تصديراً للسياح إلى ألمانيا، فضلاً عن كونها ثالث أكبر سوق غير أوروبية تصديراً للسياح إليها بعد الصين والولايات المتحدة الأميركية.
الجدير بالذكر أن الاحصاءات الحديثة المتعلقة بالزوار الوافدين من دول الخليج إلى ألمانيا أكدت أنها إحدى الوجهات المفضلة لديهم، إذ بينت عن زيادة 5.3 ٪ لعدد ليالي الإقامة في الفترة الممتدة من يناير إلى يوليو مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي 2017.
ما هي عوامل الجذب التي يركز عليها المكتب ضمن خططه لجذب السائح الخليجي؟
ألمانيا توفر للسائح الخليجي طبيعة مذهلة ،ومناخ خلاب، وخيارات تسوُّق متنوعة. يتيح أمامهم فرصة الاستمتاع بكثير من المعالم الطبيعية والثقافية، من جبال الألب البافارية في الجنوب إلى الشواطئ البكر للساحل الشمالي.
التسوق المعفى من الضرائب، حيث يمكن استرداد المبلغ بشرط ختم الفواتير قبل مغادرة المطار بألمانيا. وتمثل ألمانيا جنة للمتسوِّقين وذلك لوفرة المحالّ التجارية وتنوعها، خاصة مراكز «الأوتليتس» حيث يمكن السياح الحصول على أشهر المنتجات العالمية والسلع المحلية الأصلية بأسعار مخفّضة.
تتوافر في ألمانيا بكثرة المطاعم الحلال في كل المدن الألمانية وخيارات متعددة للطعام والمطاعم، كما تتوافر أماكن مخصصة للصلاة.
يمكن لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والذين يستخدمون الكراسي المتحركة الوصول إلى معظم الوجهات السياحية بكل سهولة، كما يمكن استخدامها داخل المواصلات العامة.
العلاج الطبي، ألمانيا واحدة من الوجهات الاستشفائية الأكثر إقبالاً عليها من جميع أنحاء العالم بفضل الخبرات الألمانية المتقدمة في هذا الميدان، والمرافق العلاجية الفريدة التي تتمتع بها.
تسهيلات السفر وتوفير أماكن الإقامة الفخمة العصرية.
أجرى المكتب الوطني للسياحة استطلاعا مؤخرا يكشف عن الوجهات الأكثر تفضيلا للسائحين، فما هي نتائجه؟
وفقا للاستطلاع الذي شمل 60 دولة و32 ألف مشارك، فتم الكشف عن أن أكثر الوجهات تفضيلا لدى المسافر الخليجي في ألمانيا تتمثل في الحدائق الترفيهية العائلية والأمكنة التاريخية.
واحتلت مدينة هامبورغ المرتبة الأولى كأكثر الوجهات تفضيلا وتحديدا حديقة المجسمات الصغيرة «مينياتور ووندرلاند»، التي تحوي أكبر مجسم لسكك حديد ألعاب في العالم.
أما مدينة «روست» التي تقع في منطقة الغابة السوداء، فاحتل فيها «أوروبا بارك» المرتبة الثانية على اللائحة. وتضم المراتب السبعة التالية كل من: قلعة «نيوشفانشتاين» في جنوب غرب بافاريا، بحيرة «كونستانس» في جزيرة مايناو، الحي القديم في مدينة «روتنبورغ»، الحي العتيق في مدينة «درسدن»، قصر مدينة «هايدلبرغ» وحيها العتيق، «فانتازيا لاند» في مدينة برول شمال نهر الراين، حديقة حيوانات ميونخ ووادي موزيل الخلاب.
يعمل المكتب الوطني الألماني للسياحة على تنظيم جولة ترويجية لزيارة دول المنطقة خلال شهر أكتوبر، فما الهدف منها؟
الحملة الترويجية السنوية تأتي بالشراكة مع طيران الإمارات، كجزء من جهوده المستمرة لتشجيع السائحين للسفر إلى ألمانيا.وستنطلق فعاليات الحملة الترويجيةالتي تستهدف متخصصي تجارة السفر والإعلام، ورواد الرأي الرئيسيين الآخرين في الرياض بالمملكة العربية السعودية في 21 أكتوبر 2018، بالإضافة إلى مدن أخرى هي جدة 22 أكتوبر وأبوظبي 23 أكتوبر والكويت 24 أكتوبر.
ويهدف الحدث التجاري إلى تعريف الضيوف بأقرب أحداث المناسبات السياحية في ألمانيا، مثل موسم العطلات الشتوي المقبل مع أسواق عيد الميلاد الاحتفالية (الكريسماس) وسحب اليانصيب.
وتعد الاجتماعات المباشرة وجهاً لوجه والشراكات مع أعضاء التجارة من أكثر الطرق فعالية لجذب المسافرين من هذه المنطقة، وهنا تكمن أهمية هذه الحملات الترويجية.ولا يهدف المكتب من خلال هذه المبادرة الترويجية والتواصلية إلى رفع مستوى الوعي حول «الوجهة الألمانية» عبر تجارة السفر المحلية فحسب؛ بل لتقديم المساعدة في تنويع عروض المنتجات مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز مبيعات وكالات السفر ومستويات رضا العملاء.