في السنوات الأخيرة، أصبح “الديتوكس” أو “التخلص من السموم” أحد الاتجاهات الأكثر شهرة في عالم الصحة والتغذية، على الرغم من كونه قد يكون له أضرار على صحتك. يعتمد الكثير من الأشخاص على برامج الديتوكس التي تدعي قدرتها على تنظيف الجسم من السموم وتحسين الصحة العامة. ومع ذلك، ورغم الفوائد المزعومة لهذه البرامج، إلا أن هناك العديد من الأضرار التي قد تنجم عن تطبيقه بشكل مفرط أو غير مدروس. في هذا المقال، سنتناول أبرز الآثار الجانبية التي قد يسببها الديتوكس على الجسم.
ما هي أضرار الديتوكس؟
1- نقص العناصر الغذائية الأساسية
أحد أكبر مخاطر تطبيق نظام الديتوكس هو احتمال نقص العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم للبقاء في حالة صحية جيدة. غالبًا ما تشمل برامج الديتوكس تقليل أو حذف مجموعات غذائية كاملة مثل البروتينات أو الدهون الصحية أو الكربوهيدرات. هذا قد يؤدي إلى نقص في الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل فيتامين ب12، الحديد، والكالسيوم. على سبيل المثال، بعض الأنظمة التي تركز على العصائر أو السوائل قد تفتقر إلى البروتين والدهون الأساسية التي تساهم في بناء الأنسجة وإنتاج الطاقة.
2- الإرهاق والتعب
عندما يتبع الشخص نظام ديتوكس صارم قد يشعر في البداية بنقص في الطاقة، ويعود ذلك إلى تقليل استهلاك السعرات الحرارية أو نقص المغذيات الأساسية. خاصة في الأيام الأولى من البرنامج، قد يشعر الشخص بالتعب المفرط والدوار نتيجة لانخفاض مستويات السكر في الدم. يعتمد الجسم على الكربوهيدرات كمصدر رئيسي للطاقة، حيث أنها الوقود الرئيسي للجسم. وعند تقليصها، يمكن أن يعاني الجسم من نقص في الوقود الذي يحتاجه للحفاظ على نشاطه الطبيعي.
3- أضرار الديتوكس لجهاز المناعة
قد يؤدي اعتماد نظام ديتوكس قاسي على جسمك إلى التأثير سلبًا على جهاز المناعة. إذا كانت الحميات المتبعة تحتوي على نقص في العناصر الغذائية الضرورية أو الحد من استهلاك الطعام لفترات طويلة، فإن الجسم يصبح أكثر عرضة للأمراض والعدوى. كما أن الفيتامينات مثل فيتامين C والزنك تلعب دورًا مهمًا في دعم جهاز المناعة. لذلك فإن أي نقص فيهما نتيجة لتقليل تناول الأطعمة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
4- مشاكل الجهاز الهضمي
بعض أنواع الديتوكس التي تعتمد على العصائر أو السوائل فقط هي بمثابة اختبار قاسي لجهازك الهضمي. وقد يؤدي تقليل استهلاك الأطعمة الصلبة إلى نقص الألياف، وهو ما يمكن أن يسبب مشاكل مثل الإمساك أو اضطرابات الهضم. كما أن بعض الأشخاص يعانون من تهيج في المعدة نتيجة لتناول أنواع معينة من العصائر الحمضية أو المواد القاسية التي تضع عبئًا إضافيًا على المعدة.
5- أضرار الديتوكس على الصحة النفسية
الأشخاص الذين يخضعون لأنظمة ديتوكس شديدة الصرامة قد يعانون من آثار نفسية سلبية مثل التوتر والقلق. من خلال منع أو تقليل تناول الطعام المريح أو المحبب لديهم، يمكن أن يشعر الشخص بعدم الرضا أو الكآبة. كما أنه في بعض الحالات، قد يؤدي ذلك إلى تدهور في الحالة المزاجية وزيادة التوتر بشكل ملحوظ. في حالات نادرة، يمكن أن يسبب هذا النوع من الأنظمة اضطرابات غذائية مثل “الشره المرضي” أو “فقدان الشهية”.
6- تأثير اليويو
في العديد من الأحيان، يبدأ الأشخاص في اتباع أنظمة ديتوكس بهدف فقدان الوزن بسرعة. ومع ذلك، بمجرد أن ينتهي النظام، قد يعود الشخص إلى عاداته الغذائية القديمة أو حتى أسوأ منها. هذا يمكن أن يؤدي إلى اكتساب الوزن المفقود مرة أخرى، وفي بعض الحالات قد يكون الشخص قد اكتسب وزنًا أكبر بسبب تأثير اليويو، حيث يكتسب الجسم الوزن بسرعة بعد فترة من الحرمان.
بينما قد يعتقد البعض أن الديتوكس هو الحل الأمثل لتنظيف الجسم من السموم وتحسين الصحة العامة، فإن الواقع ليس بهذه البساطة. يمكن أن يسبب الديتوكس بعض الأضرار الصحية الخطيرة مثل نقص العناصر الغذائية، الإرهاق، ضعف جهاز المناعة، والمشاكل الهضمية. من الأفضل استشارة أطباء مختصين قبل البدء في أي نظام ديتوكس لضمان عدم تأثيره سلبًا على الصحة.