تعد ظاهرة الشفق القطبي واحدة من أروع الظواهر الطبيعية التي تثير إعجاب البشرية. حيث تنير السماء بألوان مدهشة تشمل الأخضر، الأرجواني، الوردي، والأصفر. هذه الأضواء السماوية تسمى “Aurora Borealis” في نصف الكرة الشمالي و”Aurora Australis” في نصف الكرة الجنوبي، وهي تنشأ نتيجة لتفاعل الجزيئات المشحونة من الشمس مع الغلاف الجوي للأرض.
كيف تحدث ظاهرة الشفق القطبي؟
تتشكل هذه الأضواء الخلابة عندما تتفاعل الجسيمات المشحونة، التي تعرف بالرياح الشمسية، مع المجال المغناطيسي للأرض، ما يؤدي إلى انبعاثات ضوئية تكون مرئية في السماء. عادةً ما تكون هذه الأضواء مرئية بالقرب من القطبين الشمالي والجنوبي على ارتفاعات تتراوح بين 60 و250 ميلًا. تلك الظاهرة المدهشة لا تقتصر على منطقة معينة في العالم، بل تتوزع على عدة مناطق حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدتها بأفضل حالاتها.

أفضل الوجهات لمشاهدة الشفق القطبي
إذا كنت تحلم برؤية أضواء الشمال بألوانها الراقصة، هناك عدد من الوجهات العالمية التي تقدم فرصًا رائعة للتمتع بهذه الظاهرة السماوية:
فنلندا: قلب الألوان المتراقصة
فنلندا، وتحديدًا منطقة لابلاند، تعد من أفضل المواقع في العالم لمراقبة هذه الظاهرة الخلابة. يمتد موسم مشاهدة الأضواء الشمالية في لابلاند من أواخر سبتمبر حتى مارس، حيث تظهر الأضواء في سماء المنطقة لأكثر من 200 يوم في السنة. روفانييمي، عاصمة لابلاند، تعد نقطة انطلاق مثالية للمغامرات الشتوية ومراقبة الشفق. يمكن للسياح في هذه المنطقة الاستمتاع بالمشاهد الطبيعية الخلابة مثل الغابات المغطاة بالثلوج، إضافة إلى اكتشاف “منحوتات تيكي” التي تتشكل من الأشجار المجمدة. هناك العديد من الفنادق الفاخرة التي تقدم أكواخًا جليدية أو زجاجية للسياح، ما يسمح لهم بمشاهدة الشفق براحة من مكانهم.

أيسلندا: طبيعة خلابة ومشاهدة الشفق القطبي
تعد أيسلندا أيضا من الوجهات الساحرة لمراقبة الأضواء الشمالية. فهي تقع في موقع قريب من الدائرة القطبية الشمالية، وتستمر فترة رؤية الأضواء الشمالية من أواخر أغسطس وحتى أبريل. وفي ريكيافيك العاصمة، يمكن للسياح التمتع بمشاهدة الشفق في مناطق مثل منارة غروتا، أو المساكن الفريدة التي تشبه الفقاعات. كما يمكنك زيارة بحيرات الينابيع الحارة، التي توفر بيئة مثالية للاستمتاع بالأضواء الشمالية وسط الطبيعة البركانية والجليدية.
ألاسكا: الأقرب إلى القطب الشمالي
تقع مدينة فيربانكس في ألاسكا على بعد درجتين فقط من القطب الشمالي، وتعد من أفضل الأماكن في الولايات المتحدة لمراقبة الشفق القطبي. بدءًا من 21 أغسطس وحتى 21 أبريل، توفر هذه المنطقة فرصة رائعة لرؤية الأضواء الشمالية، المعروفة محليًا بـ”أورورا بورياليس”. تتميز فيربانكس بتوافر العديد من الأنشطة الشتوية مثل التزلج على الجليد ورحلات السفاري عبر الزلاجات التي تجرها الكلاب، مما يجعل من هذه الوجهة تجربة مغامرة ممتعة.

كندا: قرية الشفق القطبي
تعرف مدينة يلونايف عاصمة الأقاليم الشمالية الغربية في كندا، بأنها قرية أضواء الشمال. فهي تعد واحدة من أفضل الأماكن لمشاهدة هذه الظاهرة الخلابة. يمكن للزوار هنا الاستمتاع بالمشاهد السماوية الرائعة في محيط طبيعي نادر، مع فرصة للاستمتاع بالأنشطة مثل التخييم في الشتاء ورحلات التزلج. المنطقة تشتهر بوجود أماكن طبيعية رائعة مثل منتزه وود بافالو الوطني ومنتزه جاسبر الوطني.
النرويج: تجربة لا تنسى
تلقب مدينة ترومسو الواقعة في شمال النرويج بأنها باريس الشمال. حازت المدينة هذا اللقب بفضل مناظرها الطبيعية الساحرة وأجوائها المعتدلة رغم موقعها القطبي. وهي واحدة من أفضل الأماكن لمراقبة الشفق القطبي في النرويج، حيث يمكن مشاهدتها من منتصف سبتمبر حتى نهاية مارس. كما يمكن للزوار زيارة جزر لوفوتين التي توفر مشاهد خلابة لأضواء الشمال، بعيدًا عن التلوث الضوئي.
تعد ظاهرة الشفق القطبي واحدة من أعظم العروض الطبيعية التي يقدمها كوكب الأرض. ولا شك أن زيارة أحد هذه المواقع ستكون تجربة مثيرة مليئة بالإعجاب والتأمل.