الاحتفال بعيد الفطر أو عيد الأضحى له طابع خاص في قلوب المسلمين، فهو يحمل روحًا من الفرح، التقارب، والبهجة الجماعية التي تتجلى في تبادل التهاني، صلاة العيد، والزيارات العائلية. ولكن كيف يكون طعم العيد في الغربة؟ بعيدًا عن الأهل، عن الروتين المعتاد، وعن الأجواء التي ألفناها منذ الصغر؟ قد يبدو العيد بعيدًا عن الوطن ناقصًا في ظاهره، لكنه يمكن أن يتحول إلى تجربة مميزة وفريدة إذا أعدنا تشكيل معناه واحتفالنا به بطريقتنا الخاصة. في هذا المقال، نستعرض كيف يحتفل المغتربون بالعيد، وما الوسائل التي تساعد على خلق أجواء العيد رغم بعد المسافات.
كيف تحتفل بالعيد في الغربة؟
1- العيد يبدأ من القلب
أول خطوة للاحتفال بالعيد تبدأ من الداخل، من استحضار نية الفرح والامتنان، حتى لو كانت الظروف مختلفة. الشعور بالعيد ليس مرتبطًا بمكان معين بقدر ما هو تجربة داخلية تنبع من قيمته الدينية والإنسانية. لذلك، لا تنتظر أن تشعر “بمزاج العيد” تلقائيًا، بل اصنعه بنفسك. اصنع طقوسك الخاصة والتي تصنع بها ذكريات أسرتك وأولادك.
2- تزيين المنزل واستحضار الأجواء
رغم أن الغربة قد تبعدك عن الأجواء الإسلامية الصاخبة بالزينة وتكبيرات العيد في الشوارع، يمكنك تحويل منزلك إلى مساحة تعج بالبهجة. ضع بعض البالونات أو فوانيس صغيرة، أو لافتات مكتوب عليها “عيد مبارك”. كما أن روائح البخور أو المعطرات التقليدية، كفيلة بأن تخلق جوًا من الألفة والفرح.

3- صلاة العيد في الغربة
حتى إذا كنت تعيش في بلد غير مسلم، فاحرص على أداء صلاة العيد ومشاركة الآخرين أجواء العيد. رغم التحديات، غالبًا ما تنظم المراكز الإسلامية والمساجد صلاة العيد في المدن الغربية أو في أي بلد غير إسلامي، حتى وإن كانت بأعداد محدودة. حضور الصلاة يخلق شعورًا بالانتماء والطمأنينة، كما أنها فرصة للتعارف والتواصل مع الجالية المسلمة.
4- تجهيز الإفطار أو الغداء
لا تنتظر أن يدعوك أحد أو أن تكون وسط العائلة لتجهز مائدة العيد. اطبخ لنفسك أو لأصدقائك أو لجيرانك المسلمين وجبة تعيد إليك نكهة الوطن. سواء كانت الفتة المصرية، المنسف الأردني، الكسكسي المغربي، أو الكبسة الخليجية، فإن مذاق الطعام يحمل معه حنينًا وألفة. وإن استطعت دعوة بعض الأصدقاء أو الزملاء للمشاركة، فستخلق لحظة لا تنسى. إليك هذه المقالة عن أشهر أكلات عيد الأضحى التقليدية من بلدان مختلفة.
5- العيد الافتراضي في الغربة
التكنولوجيا أصبحت جسرًا لا غنى عنه في الغربة، وخاصة في الأعياد. فهي تقرب البعيد وتجعلك تشارك عائلتك لحظاتهم المميزة. مكالمات الفيديو مع الأهل، تبادل التهاني عبر الرسائل أو وسائل التواصل، مشاهدة صلاة العيد على البث المباشر، كلها وسائل تساعد على تقليل فجوة البعد وتمنحك لحظة حقيقية من التواصل الروحي والعاطفي.

6- شارك عيدك مع الآخرين
إذا كنت تعيش في بيئة غير مسلمة، فقد تكون فرصة جميلة لتعريف جيرانك أو زملائك بالعيد. قم بتقديم الحلوى لجيرانك وأصدقائك، مع شرح بسيط عن معنى العيد. أو يمكنك دعوتهم لتجربة الطعام التقليدي، وتذوق أكلاتنا العريقة. فكلها طرق تساهم في بناء جسور من التفاهم والتقبل. ستفاجأ كم يكون الآخرون مهتمين بالتعرف على ثقافتك، وتشعر بأنك سفير لبلدك في الغربة.
العيد في الغربة هو درس في النضج. رغم أن العيد بعيدًا عن الأهل قد يكون صعبًا في البداية، إلا أنه يمنحك فرصة للنضج العاطفي والروحي. فهو يدفعك إلى أن تتعلم كيف تسعد نفسك، كيف تقدر اللحظات الصغيرة، وكيف تعيد تعريف الفرح بمعناه الحقيقي. هو أيضًا مناسبة لإعادة التقدير لكل النعم التي كنت تملكها من قبل دون أن تشعر.