اشتهرت مصمّمة الأزياء اللبنانيّة “ملك داية “بفساتين زفاف مميّزة مستخدمة حسّها الأنثوي وثقافتها العالية لتخرج أجمل ما يمكن أنّ تتمنّاه وتحلم به كل عروس. تتميز “ملك داية” بأسلوب إبداعي وخبرة ممتدة يساعدانها على تقديم موديلات متفردة من فساتين الزفاف، حيث نجحت في الدمج ما بين الكلاسيكية والعصرية في تصاميم راقية من حيث التفاصيل المتقنة والحرفية العالية ونوعية الإكسسوارات والأقمشة الفاخرة. إلى مزيد من التفاصيل في الحوار التالي مع مصممة الأزياء اللبنانية “ملك داية” صاحبة بوتيك ” ملك بالاس” :-
-
كيف جاءت قصة نجاحك من ماكينة صغيرة في البيت إلى مصممة أزياء لديها واحد من أكبر البوتيكات في السلطنة؟
في البداية أفتخر كوني لبنانية، لبنان منبع الأناقة والجمال والإبداع دوما. نشأت في مدينة طرابلس شمال لبنان في فترة صعبة وغير مستقرة بالبلاد، الأمر الذي دفع والدي إلى إلحاقي بمدرسة الراهبات والتي اشتهرت بتخريج مواهب عديدة في مجال الموسيقي والرسم والخياطة وغيرها.
عشقت الرسم منذ نعومة أظافري حتى جاء يوم واكتشفت إحدى معلماتي في مدرسة الراهبات موهبتي، وقررت مشاركتي في مسابقة للرسم على صعيد مدينة طرابس بالكامل وقتذاك .حققت مراكز متقدمة في تلك المسابقة. ومع تشجيع والدي ووالدتي وجميع المقربين تعمقت في مجال الرسم وقمت بتنمية موهبتي فيه حتى نهاية دراستي الثانوية.
عقب الانتهاء من المرحلة الثانوية أراد والدي أن أنضم إلى إحدى كليات القمة مثل الهندسة والطب وغيرها. ولكن كان لدي رغبة كبيرة في استكمال مشواري بمجال الرسم وهو ما رفضه والدي بشكل قاطع. في ذلك الوقت درست مجالين في آن واحد وهما هندسة الديكور لإرضاء والدي، ومجال رسم وتصميم الأزياء لإرضاء موهبتي ولكن بدون علم والدي.
شغفي بمجال الأزياء والأناقة بدأ من خلال تصميم الفساتين للعرائس الصغيرة، جدتي وقتذاك شجعتني عندما أيقنت بأن لدى موهبة كبيرة في مجال تصميم الأزياء. وبالفعل قمت بشراء أول (ماكينة خياطة) وقمت بالخياطة وتجهيز عدد من الأزياء الخاصة بي وبأصدقائي والمقربين.
عقب الحصول على شهادتي الجامعية، قررت مصارحة والدي بأنني درست مجال الرسم والأزياء مع دراسة مجال الديكور. وعندما علم والدي بموهبتي ولمساتي الإبداعية في مجال تصميم الأزياء، قرر تشجيعي والوقوف بجابني حتى أصبح واحدة من أهم مصممي الأزياء بلبنان. دور والدي وتشجيعه لي زادني إصرارا على ضرورة النجاح والابتكار، حتى أثبت له بأن الأزياء هو عالم الفن والإبداع والتميز.
في لبنان قمت بشراء عدد من ماكينات الخياطة حتى أصبح لدى مصنع صغير في لبنان للخياطة، قبل أن أقرر الدخول إلى السوق العماني.
-
كيف جاء دخولك إلى السوق العماني؟
افتتاح بوتيك في السلطنة كان حلما لرغبتي في ترك بصمة مميزة وفريدة في عالم الأزياء بالسلطنة، ولأن المرأة العمانية تتمتع بذوق رفيع في اختيار أزيائها وفساتينها كان لدي رغبة قوية في تقديم تصاميم تلبي تطلعات وأحلام كل امرأة ترغب في التميز والانفراد ليلة عمرها. بدأت المشروع بإمكانيات مادية قليلة وعدد قليل من الزبائن، ولكن بفضل الله بدأت سمعة” ملك داية “وتصاميمها المميزة تنتشر بين جموع النساء بالسلطنة حتى قررت افتتاح بوتيك ” ملك بالاس” ليحقق أحلام الكثير من العرائس.
-
افتتاح بوتيك ” ملك بالاس” ليشكل علامة فارقة في مجال تصميم فساتين الزفاف بالسلطنة
جميعنا نعلم بأن فستان الزفاف هو القصة التي تتجدد في قلب وروح كل شابة والتي تنتظرها لتتوج بها حلم عمرها، حفل زفافها وفيه ترتدي الفستان الأبيض الذي سيغمر بنقائه سنوات حياتها القادمة.
فساتين “ملك بالاس” جاءت لتخطف قلب ونظر العروس من أول نظرة، فهو العنصر الجمالي الأهمّ الذي تعبر من خلاله العروس إلى الحياة الزوجية وتنطلق في رحلة لبناء عائلة تكبر معها في جوٍّ من السعادة والمحبة. فالفستان الأبيض هو حلم كلّ فتاة، تنتظره بلهفة وشغف لتكون أجمل نساء الدنيا.
يعود الفضل في اختيار اسم ” ملك بالاس” إلى زوجي العزيز “عبد الله “عندما صمم على ارتباط اسمي بمشروعي الخاص، وتقديرا منه للمجهود الكبير الذي بذلته حتى أقوم بافتتاح مشروعي الخاص. وكوني مصممة ديكور قررت اختيار ديكور راق للبوتيك يغلب عليه اللون الذهبي. وفيما يخص اختيار شعار “الأجنحة” وارتباطه الوثيق باسم البوتيك، فله قصة طريفة معي وهي أنني حلمت أكثر من مرة بأنني لدي أجنحة أطير بها في السماء. هذا الحلم تنفذ على أرض الواقع بزواجي من طيار مدني واختيار الأجنحة كشعار للبوتيك.
-
نصائح للفتيات العمانيات لبداية مشاريعهم؟
هناك مجموعة من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها من يرغب في الدخول في مجال الأزياء والعمل به ومنها:-
– الحس الإبداعي والفني، وهو أمر في غاية الأهمية في عالم الموضة لأنه يساعدك على تحويل المواد الخام أمامك إلى تصميم رائع يتحول في النهاية إلى منتج نهائي رائع.
– إجادة الرسم مهارة ضرورية للغاية للمصممين لأنها تساعد على تحويل الأفكار التي تدور في مخيلتهم إلى تصميم على الورق قابل للتنفيذ وربما التعديل أيضا عند الحاجة لذلك.
– الانتباه الجيد للتفاصيل، هذه المهارة على وجه التحديد هي السمة المشتركة بين جميع المصممين المشاهير فهي التي تصنع فارقا ما بين التصميم المذهل والتصميم المقبول.
– فهم جيد للألوان والخامات والأنسجة المستخدمة في التصميم، وهي من المهارات التي يمكن تعلمها بالدراسة والمثابرة وعن طريق اكتساب الخبرة من خلال التجربة.
– مهارات التصور القوية، وهي تساعد المصمم على ترجمة أفكاره وتصميماته على الورق بحيث يتمكن زملاؤه الآخرون من استيعابها بمجرد النظر إليها.
– مهارة التعامل مع زملاء العمل، لأن تصميم الملابس والإكسسوار من الأعمال التي تتطلب تعاونا مع آخرين بداية من مصممين آخرين وحتى فرق العمل التي تقوم بعملية تنفيذ وصنع التصميم، ومهارة التعامل مع الآخرين ستساعد على خلق بيئة عمل جيدة.
– حس تجاري جيد: الفهم الجيد للتمويل والمبيعات والتسويق أمر ضروري للنجاح في عالم الموضة. صحيح أن الإبداع هو جوهر الموضة، ولكن من دون فهم جيد للأعمال التجارية سيصعب على المصمم الاستمرار في عالم الموضة وهو ما حدث مع العديد من مصممي الأزياء الموهوبين الذين أعلنوا إفلاسهم بسبب ضعف فهمهم للجانب المالي للعمل في مجال الأزياء.
– روح تنافسية، لصناعة تصاميم مبتكرة :لا بد وأن يتمتع المصمم بروح تنافسية وأن يبحث دائما عن الجديد والأفضل.
– القدرة على العمل بشكل جيد مع فريق العمل، وهو ما يزيد من كفاءة العمل ويزيد من روح الإبداع.
– متابعة مدارس الموضة المختلفة والاتجاهات الحالية للموضة، لأن ذلك سيساعدك على اكتساب المزيد من الخبرة كمصمم ويساعدك على معرفة الأكثر رواجا في عالم الموضة.