ساعات قليلة تفصلنا عن بداية شهر رمضان الكريم، وقد تزينت الشوارع والبيوت بالفوانيس والزينة. ومع بداية شهر رمضان، يرغب الأطفال في الصيام مثل والديهم. تسأل الكثير من الأمهات:” كيف أدرب طفلي على الصيام”؟ لذلك، نقدم لك أهم نصائح لتدريب الصيام للأطفال.
نعم، الأطفال ما قبل سن البلوغ ليسوا ملزمين شرعًا بالصوم، ولكنهم بالتأكيد يرغبون في تقليدكم ومشاركتكم فرحة الإفطار وطقوس الشهر الكريم.
لذلك، يمكنك البدء بتدريبهم على الصيام مبكرًا، حتى يفهموا القيمة الحقيقية للصيام ويستشعروا بهجة هذا الشهر الفضيل.
كيف أدرب طفلي على الصيام؟
كثير من التساؤلات تخطر في بال كل أم، هل أنتظر حتى يبلغ طفلي سن الإلزام، أم أبدأ مبكرًا في تدريبه على الصوم؟
هل يستطيع الطفل الصغير تحمل مشقة الصوم؟ أم سوف يرهقه كثيرًا ويجعله ينفر من الصيام؟
لا تنسي أن الهدف من تدريب الصيام للأطفال هو فقط تعويدهم على فكرة الصوم، ومساعدتهم على إدراك الغرض الحقيقي من الامتناع عن الطعام والشراب لفترة من الوقت.
وليس الهدف هو تعذيبهم أو إجبارهم على صيام اليوم بالكامل، فهم لا يزالون صغارًا غير مكلفين بالصوم.
كما أن الأمر يختلف من طفل لآخر، فكل أم تعرف قدرة أطفالها وظروفهم الصحية. ولكن بصفة عامة، لا ننصحك بالبدء في تدريب طفلك على الصوم قبل سن السابعة أو الثامنة.

إليك هذه النصائح لتدريبات الصيام للأطفال بسهولة ويسر:
- اشرحي لطفلك معنى الصيام، ووضحي له الهدف من ورائه. فينبغي أن يعرف الطفل أن الأمر ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو عبادة هامة نحقق بها الالتزام بأوامر الله، وهو أحد أركان الإسلام الأساسية.
- لإجابة سؤال ” كيف أدرب طفلي على الصيام؟” ننصحك بالبدء بالتدريج. لا تجبري طفلك على الصيام منذ اليوم الأول، اتركيه يراقب أخوته الأكبر منه وأفراد الأسرة الكبار وهم يمارسون الطقوس الدينية الرمضانية، مما يثير فضوله ورغبته في تقليدهم، ثم شجعيه على التجربة.
- يمكنك البدء في تدريب الصيام للأطفال بشكل عكسي، فبدلًا من الصيام حتى الظهر ثم حتى وقت العصر وهكذا، يمكنك جعل طفلك يبدأ الصيام من العصر حتى أذان المغرب، وفي الأيام التالية نزيد ساعات الصيام تدريجيًا.
عندما يستيقظ طفلك، أطعميه وجبة الإفطار وأخبريه أنها بمثابة وجبة السحور بالنسبة له، ثم شجعيه على التحمل حتى وقت المغرب.
وبذلك يشعر بلذة الإفطار معكم ويفرح بقدرته على الصمود والإنجاز مثل الكبار. - لا تضغطي على طفلك كثيرًا فهو في مرحلة التدريب، لذلك إذا شعرت أنه قد أصابه التعب أو طلب منك أن يفطر فلا ترفضي طلبه.
هنئيه بما أنجزه وشجعيه على مواصلة المحاولة والتدريب في الأيام التالية. - إذا كان الجو حارًا، يمكنك أن تسمحي لطفلك بشرب الماء أحيانًا. إذا رفض ذلك كوني حريصة على ألا يبذل مجهودًا كبيرًا أو يجلس في مكان مشمس أو حار.
- احرصي على أن يتناول الطفل كمية كافية من السوائل والطعام خاصة في الوجبة التي تسبق ساعات الصوم.
- لا تبدأي بتدريب الصيام للأطفال في أيام شديدة الحرارة، أو أيام التدريبات الرياضية التي يبذل الطفل فيها مجهودًا كبيرًا.
- إذا كان طفلك يعاني من فقر الدم أو السكري أو أي من الأمراض المزمنة، فلا تبدأي في تدريبه على الصيام.
استشيري الطبيب الخاص بطفلك قبل البدء ف التدريب، فهو الأقدر على نصحك بما يتعلق بحالته الصحية.
ابدأي مع طفلك في الوقت المناسب
وتذكري دائما أن طفلك لا يزال غير مكلف بالصوم، فكل ما تفعلينه الآن هو فقط بهدف تدريبه أو تشجيعه على الصوم.
لذلك، لا تكوني حازمة أو قاسية معه، ولا تجبريه على إكمال الصوم إذا شعر بالجوع الشديد أو التعب.
كوني حريصة على أن يدرك طفلك أهمية الصوم والغرض منه، ويتفهم أن الهدف ليس تجويع النفس بدون فائدة.
ولا تنسي تشجيع طفلك أمام أفراد الأسرة والمباهاة بإنجازه أمام جده وجدته، حضري له مكافأة في نهاية شهر رمضان حتى إذا لم يستطع إتمام صيام الشهر.

ما هي فوائد الصيام للأطفال؟
من رحمة الله بنا أن الصوم والصلاة وغيرها من العبادات فرض على البالغين وليس الأطفال الصغار.
ولكن، من شب على شيء شاب عليه. لذلك، نبدأ في تدريب الأطفال على الصلاة مثلًا منذ سن السابعة.
وبذلك، عندما يصل الطفل إلى سن البلوغ، يكون قد أصبح مواظبًا على الصلوات الخمس بطريقة صحيحة.
كذلك الصوم، فالطفل لن يستطيع إتمام صوم يوم بأكمله ما لم يكن قد تدرب تدريجيًا على ذلك.
لذلك نبدأ مبكرًا في تدريب الصغار على الصوم، بدلًا من الانتظار حتى يصبح واجبًا عليهم فيشعرون بالمشقة في الامتثال لهذا الأمر.
كما أن تدريب الصيام للأطفال يساعدهم على فهم الحكمة من صوم رمضان، وهي فرصة ممتازة لغرس قيمة العطاء والصبر في طفلك.
اشرحي لطفلك أن الأعمال الصالحة في هذا الشهر ثوابها مضاعف، وشجعيه على تقديم المساعدة للآخرين.
يمكنك أن تقومي بإعداد وجبات صغيرة أو بعض التمر والعصير مثلًا، بمشاركة طفلك في إعدادها، وتوزيعها على المحتاجين بنية كسب ثواب إفطار صائم.
كما أن هناك الكثير من الأفكار الرائعة لغرس القيم الدينية في طفلك، اصنعي صندوق صغير وشجعي طفلك على التبرع كل يوم بجزء قليل من مصروفه، ووضحي له أن الصدقات ذات ثواب مضاعف في شهر رمضان.
كما أن شهر رمضان فرصة مثالية ليعتاد الأطفال على مفهوم تجمع الأسرة، فحتى إذا كانت ظروف العمل في الأيام العادية تمنعكم من تناول الوجبات سويًا، إلا أنه في شهر رمضان عادة ما يجتمع جميع أفراد الأسرة حول طاولة الطعام.
شجعي طفلك على المشاركة في إعداد المائدة وتحضير الطعام، وحفزيه لكي يكون عنصرًا فعالًا في روتين شهر رمضان.

احذري هذه الأخطاء مع طفلك
إذا كنت تتسائلين: كيف أدرب طفلي على الصيام بطريقة صحيحة؟ فهناك بعض الأخطاء الشائعة التي عليك تجنبها:
- لا تجبري طفلك على الكذب عليك:
يقع الوالدان أحيانًا في فخ المبالغة في الضغط على الأبناء، وإجبارهم على الصوم مما يدفع الطفل إلى الكذب وإدعاء الصوم. - الحرمان من الطعام والشراب دفعة واحدة:
لا تنسي أن جسم طفلك يحتاج إلى التغذية والارتواء بشكل مستمر، فالأطفال أكثر عرضة للإصابة بالجفاف.
لذلك، يمكنك البدء بتشجيعه على الامتناع عن الطعام فقط، ثم بالتدريج الامتناع عن الشراب، مع الحرص على متابعته جيدًا. - التغذية غير الصحية بعد الصيام للأطفال:
بعض الأمهات تطعم طفلها بعد الصوم الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة، ظنًا منها أنها تعوضه عن ساعات الصوم.
في الحقيقة، هذه الأطعمة تضر بصحة طفلك. لذلك، من الأفضل أن تقدمي له طعامًا صحيًا مع عصير طازج أو مشروب التمر لتعويض نقص السوائل والسكريات. - لا تحبطي طفلك:
تختلف المقدرة على الصيام للأطفال من طفل إلى آخر.
لذلك، لا تقارني طفلك بإخوته أو أقاربه، فتشعرينه بالإحباط وتوغرين صدره تجاههم.
شجعي طفلك وحفزيه على التحمل، ولكن دون مقارنته بالآخرين أو الاستهزاء بما أنجزه
نتمنى أن نكون قد أجبنا على تساؤلاتك حول تعليم الصيام للأطفال، شاركينا تجربتك مع طفلك في التعليقات.
اقرأي أيضا:
نصائح لتنظيم ميزانية شهر رمضان
جهزي بيتك لاستقبال شهر رمضان الكريم