جدري القرود هو مرض نادر نسبياً، لكنه يثير القلق بسبب تفشيه في بعض الأحيان وظهوره في مناطق غير معتادة. على الرغم من أن الجدري كان قد اعتبر مرضاً متقدماً، فإن العودة إلى ظهور حالات جديدة تستدعي تحديث المعلومات حول الأعراض وطرق الوقاية لضمان الصحة العامة. ولأن جائحة كورونا لا تزال حاضرة في الأذهان بقوة، فإن الذعر قد أصاب الكثير من الناس حول ما إذا كنا بصدد جائحة جديدة تهدد العالم. لذلك، كان من الضروري معرفة الأعراض وطرق العدوى للحد من انتشار هذا المرض.
ما هو جدري القرود؟
هو مرض فيروسي ناتج عن فيروس من جنس الجدري أي أنه ينتمي إلى عائلة الجدري المعروف. تم اكتشاف هذا الفيروس لأول مرة في القرود التي كانت تستخدم في التجارب العلمية في الستينيات، ومن هنا جاء اسم المرض. على الرغم من أن القرود هي من بين الحيوانات التي يمكن أن تصاب بالفيروس، إلا أن الكائنات الحية الأخرى مثل الفئران والسناجب يمكن أن تكون أيضاً مضيفاً لهذا المرض. ومؤخرًا، ظهر أنه من الممكن إصابة الإنسان به أيضا، مما تسبب في انتشار الذعر حول العالم بدون معرفة حقيقية بتفاصيل هذا المرض.
أعراض جدري القرود
تبدأ الأعراض عادةً بعد فترة حضانة تتراوح بين 5 إلى 21 يوماً بعد التعرض للفيروس. تتشابه أعراضه مع تلك التي تظهر في أمراض فيروسية أخرى مثل الجدري، لكن غالباً ما تكون أقل حدة. تشمل الأعراض الرئيسية:
- الحمى: في بداية المرض، يشعر المصاب بالحمى المرتفعة، التي غالباً ما تكون مصحوبة بقشعريرة وآلام عضلية.
- آلام الرأس والإجهاد العام: يعاني المصابون من صداع قوي وأعراض تعب عام، مما قد يؤثر على قدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية.
- توم الغدد الليمفاوية: قد تلاحظ تضخماً في الغدد الليمفاوية، والتي تكون ملتهبة ومؤلمة.
- الطفح الجلدي: يعد الطفح من الأعراض المميزة لجدري القرود. بعد يوم إلى ثلاثة أيام من بدء الأعراض الأولية، يظهر طفح جلدي على الوجه، والذي قد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. يبدأ الطفح كبقع حمراء مسطحة، ثم يتحول إلى حويصلات مليئة بالصديد قبل أن يتقشر ويزول.
- التهاب الحلق والسعال: في بعض الحالات، قد يعاني المصاب من التهاب في الحلق وسعال جاف.
قد تكون هذه الأعراض عامة ومتشابهة مع الكثير من الأمراض الفيروسية الأخرى، لذلك يلجأ الأطباء إلى المزيد من الفحوصات والتحاليل للتأكد من ماهية الفيروس المسبب للمرض. كما ينصحون المريض ببعض إجراءات الوقاية لتجنب تفاقم العدوى وانتقالها إلى الآخرين.
طرق الوقاية من جدري القرود
الوقاية من هذا المرض تتطلب اتباع عدد من الخطوات والإجراءات التي تقلل من خطر الإصابة بالفيروس. تشمل طرق الوقاية الأساسية:
1- التطعيم
تعد اللقاحات من الوسائل الأكثر فعالية في الوقاية من الأمراض الفيروسية. إذا كنت تعيش في منطقة تظهر فيها حالات إصابة بهذا الفيروس، قد يكون من المفيد أخذ اللقاح المضاد للجدري. فلقاح الجدري يوفر حماية لهذا الفيروس أيضا إلى حد ما.
2- تجنب الاتصال المباشر مع الحيوانات المريضة
إذا كنت تعيش في مناطق ينتشر فيها المرض بين الحيوانات، تجنب ملامسة الحيوانات البرية أو المريضة، وكن حذرًا عند التعامل مع الحيوانات الأليفة التي قد تكون على اتصال بالحيوانات البرية.
3- النظافة الجيدة للوقاية من جدري القرود
سل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو استخدام معقم يدين يحتوي على الكحول يمكن أن يساعد في منع انتقال الفيروس من الأسطح الملوثة. كما ينبغي تجنب لمس الوجه بعد لمس الأسطح التي قد تكون ملوثة.
4- تجنب الاتصال الوثيق مع المرضى
إذا كنت في منطقة تسجل فيها حالات إصابة بالمرض، حاول الابتعاد عن الأفراد الذين يعانون من أعراض المرض. استخدام أدوات حماية شخصية مثل القفازات والكمامات عند التعامل مع المرضى يمكن أن يقلل من خطر الانتقال. إذا كنت تعتقد أن الأسطح أو الملابس قد تكون ملوثة بالفيروس، احرص على تنظيفها وتعقيمها بشكل جيد.
بينما يعد جدري القرود مرضاً نادراً، فإن الوقاية منه أمر ضروري للحفاظ على الصحة العامة والحد من انتشاره. لذلك، فإن تطبيق هذه الإجراءات الوقائية البسيطة يساهم في الحفاظ على سلامتنا وسلامة المجتمع.