تعد الحلويات من أكثر الأطعمة إغراء للإنسان، فالشعور بالشراهة تجاهها والرغبة في تناولها بعد الطعام هو شعور شائع يشعر به معظمنا. كما أن مذاقاتها المتنوعة ونكهتها اللذيذة تجعلها الملاذ المفضل للتخفيف من حدة التوتر ومنح جسمك شعور بالمتعة والمكافأة. وتناول الحلويات في الحدود الصحية وبمقدار متوسط ليس بالأمر الضار، خاصة الأصناف الصحية منها. ولكن ما إن تتحول هذه الرغبة إلى شراهة مفرطة، تؤثر على وزنك وعلى مزاجك، فهذه تكون مشكلة صحية تحتاج إلى علاج.
ما هي أسباب شراهة الحلويات؟
الشعور بالشراهة هو شعور ملح لا يمكن مقاومته تجاه نوع معين من أنواع الطعام، حيث ترغب في تناول كمية كبيرة منه بشكل مفاجئ. عادة ما يزداد هذا الشعور تجاه الحلويات بالذات، دون الشعور بالشبع أو الرضا حتى بعد تناولها. هناك العديد من الأسباب لهذه المشكلة، ومن أهم هذه الأسباب:
العوامل النفسية
العوامل النفسية مثل التوتر والقلق والملل والحزن، تلعب دورًا كبيرًا في شعورك بالرغبة في تناول الحلويات. خاصة إذا كنت معتادًا على مكافأة نفسك بالطعام أو بالحلويات. فالعوامل النفسية تحفز إفراز هرمونات تؤدي إلى الشعور بالرغبة في تناول الحلويات، كوسيلة لرفع هرمون السيروتونين الذي يحسن حالتك النفسية.

تقلب الهرمونات يسبب شراهة الحلويات
التغيرات الهرمونية – خاصة التقلبات في مستويات هرمون الأنسولين والجلوكاجون- تؤثر على مستوى السكر في الدم. وبالتالي، فهي تؤدي إلى الشعور بالجوع والشراهة بوجه عام، وقد تدفعك إلى تناول السكريات رغبة في تعديل مستوى السكر في الدم.
العادات الغذائية
تناول كمية كبيرة من الكربوهيدرات أو النشويات المكررة، يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل سريع، ثم هبوطها بشكل سريع بعد ذلك. هذا التفاوت في مستوى السكر في الدم يسبب الشعور بالجوع والشراهة.

نقص العناصر الغذائية وعلاقته بشراهة الحلويات
قد يكون السبب في شعورك بالرغبة المفاجئة الملحة في تناول الحلويات هو نقص بعض العناصر الغذائية في جسمك. فنقص الكروم والمغنيسيوم على وجه الأخص يؤدي إلى الشعور بالرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسكر.
العوامل الوراثية
تلعب العوامل الوراثية والجينات دورًا في تحديد قابلية الشخص للإصابة بالشراهة تجاه الأطعمة الغنية بالسكر. كما أن العوامل البيئية والعادات الغذائية للأسرة لها دور في سلوكيات الفرد الغذائية وتعوده على مكافأة جسمه بالطعام.
كيف يمكن علاج شراهة الحلويات؟

تعد مشكلة الشراهة تجاه السكريات مشكلة حقيقية تؤثر على وزنك وصحتك، ولكن لحسن الحظ هناك العديد من الطرق لعلاجها. من هذه الطرق:
1- تغيير العادات الغذائية:
تغيير عاداتك الغذائية هي الحل الأول للعلاج، ومن أهم هذه التغييرات:
- تناول وجبات منتظمة ومتوازنة على مدار اليوم يقلل شعورك بشراهة الحلويات.
- تقليل تناول الكربوهيدرات المكررة واستبدالها بالكربوهيدرات الصحية المعقدة.
- تناول المزيد من الألياف الغذائية وشرب كمية كافية من الماء يوميًا.
- اختيار بدائل صحية للحلويات، مثل الفواكه والخضروات، وتقليل السكريات بالتدريج في الأطعمة والمشروبات.
2- تغييرات نمط الحياة:
من الضروري إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة للوصول إلى نمط حياة صحي أكثر فائدة لجسمك وصحتك النفسية والجسدية. فممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تحسين مستويات السكر في الدم، وتقلل الشعور بالتوتر والقلق. بينما تؤدي قلة النوم إلى ارتفاع هرمون الكورتيزول الذي قد يسبب الشعور بالشراهة. لذلك من الضروري الحصول على قسط كاف من النوم يوميًا.
3- العلاج النفسي لشراهة الحلويات:
هناك بعض التقنيات التي يمكنك تعلمها وممارستها لإدارة التوتر والمشاعر السلبية. من أهم هذه التقنيات هي اليوغا وتمارين التأمل والاسترخاء، والتي تساعدك على التحكم في التوتر والقلق. ولكن في بعض الأحيان قد تكون بحاجة إلى مساعدة صحية متخصصة، فلا تتردد في اللجوء إلى العلاج النفسي إذا شعرت بالحاجة إلى ذلك.