يعتقد البعض أن النجاح وريادة الأعمال تقتصر على الرجال فقط، إلا أن الكثير من السيدات أثبتن أن هذه القاعدة غير صحيحة، و على رأسهم تأتي رائدة الأعمال شمسة المحروقي .
ومن تلك النماذج الناجحة رائدة الأعمال شمسة المحروقي، التي تمكنت في عمر مبكر من تحقيق ما يعجز الكثيرون عن تحقيقه على مدار سنوات طويلة.
كما أثبتت أن المرأة العمانية لا تعرف المستحيل، فهي قادرة على أن تبهر العالم أجمع إذا أتيحت لها الفرصة.
وللمزيد من التفاصيل في الحوار التالي التي أجرته مجلة ( أناقتي ) مع شمسة المحروقي رائدة الأعمال العمانية، تلك الشخصية الاستثنائية التي حققت نجاحات مبهرة في عدة قطاعات.
شمسة المحروقي نموذج مضيء في ريادة الأعمال
- من هي شمسة المحروقي ؟ كيف كانت نشأتك وبداياتك؟
شمسة المحروقي هي فتاة عمانية، تخرجت من كلية إدارة الأعمال من الجامعة التقنية، ونشأت في كنف أسرتي التي ربتني على الاستقلالية وحب اكتشاف الذات.
- كيف جاءتك فكرة تأسيس عملك الخاص؟ وهل كانت عائلتك داعمة لهذا القرار؟
أثناء رحلتي للبحث عن وظيفة مناسبة في ظل الظروف الصعبة، جاءتني فكرة تأسيس عمل خاص بي.
كذلك اتجهت لمجال الأزياء لأنني كنت كثيرًا ما أتلقى نظرات وعبارات الإعجاب بتصاميمي الخاصة في العبايات والملابس، ومن هنا جاءتني الفكرة في البداية.
كانت عائلتي أكثر من رائعة، فهي كانت ولا زالت الداعم الأساسي لي، فوالدي من الآباء الذين يحرصون على بناء شخصية مستقلة واثقة ومنتجة في المجتمع.
لذلك فقد غرس فينا هذه الصفات منذ الصغر، ودعمنا لاتخاذ مجالات عملنا الخاص.
- ما هو مشروعك الأول؟ وهل حقق النجاح المتوقع؟
مشروعي الاول كان صالة العرض ( Needle boutique)، فهذه كانت بداية رحلتي العملية.
والحمدالله في فترة قصيرة حققت ما كنت اطمح له من تطور واستطعت توسعة مجال أعمالي، ليشمل مجالات مختلفة ولا زلت أتمنى أن يشمل المزيد من المجالات.
اقرأ أيضًا :عائشة السيفي أول عمانية أميرة الشعراء
شمسة المحروقي رائدة أعمال طموحة لا تعترف بالمستحيل
- يقول الكثير أن عقول النساء قادرة على التركيز في أكثر من مهمة، تنطبق هذه المقولة عليك بالتأكيد، فقد استطعت تحقيق النجاح في مجالات مختلفة؟
أتفق مع هذه المقولة بشكل كبير، خاصة أني كنت أدرس وأعمل في نفس الوقت أثناء دراستي الجامعية.
والآن بفضل الله تمكنت من دخول أكثر من مجال مختلف والتوفيق بينهم في نفس الوقت، ما بين عملي في تصاميم الملابس والعبايات وإدارة البوتيك، ومحل تنسيق الزهور وأيضا افتتاح السبا الخاص بالعناية بالشعر والأظافر.
كما أن التوفيق بين هذه المجالات لم يكن سهلاً، إلا أنه بتنظيم الوقت وبتوفيق الله قبل كل شيء يمكن تحقيق المستحيل.
- ما بين أعمالك المختلفة ما هو العمل الأقرب إلى قلب شمسة المحروقي ولماذا؟
المجال الأقرب إلى قلبي هو تصميم الأزياء والعبايات، فهو المجال الذي يفجر طاقاتي الإبداعية لأتمكن من تقديم تصميمات ترضي جميع الأذواق، وأتحدى نفسي في كل مرة لإنتاج تصميمات مبتكرة ومختلفة.
- تصميم الأزياء موهبة أم دراسة؟ وكيف كانت بداية شمسة المحروقي في عالم الأزياء والموضة؟
مجال دراستي كان بعيدًا تماما عن مجال تصميم الازياء، ولكن كانت لدي موهبة في تصميم وابتكار وتنسيق الملابس.
لذلك، حاولت أن أصقل هذه الموهبة دائما وأهتم بمتابعة كل ما هو جديد في هذا المجال.
وبفضل الله تمكنت من تنمية موهبتي وحازت تصميماتي على إعجاب العملاء.
اقرأ أيضًا :طاهرة البلوشي.. عازفة الكمان العالمية
مشاريع مبتكرة بشغف كبير
- لماذا اخترت عرض تصميمات لمصممات آخرين في البوتيك الخاص بك؟ وهل ترى شمسة المحروقي أن ذلك يخدم تصميماتك الخاصة أم يؤثر عليها بشكل سلبي؟
عندما فكرت في إنشاء البوتيك، كانت فكرتي أن يكون صالة عرض لكل من يرغب في عرض تصاميمه الخاصة.
كذلك فهذا يوفر التنوع والمنافسة الشريفة بين المصممين، حيث أن كل منا يتشجع ويحاول ابتكار تصاميم جديدة ومتنوعة في كل مرة لنيل إعجاب الزبون.
فلم يكن تفكيري أن تكون صالة مخصصة لتصميماتي أنا فقط، بل أن تحقق التنوع المطلوب وتكون فرصة لغيري من المصممين لعرض أعمالهم أيضا فهذا يمنحنا جميعا مزيد من الحماس والتشجيع.
- ما بين تصميم الأزياء وإدارة البوتيك ومتجر الورد، كيف تقومين بتنظيم وقتها؟
القيام بهذه المهام هو روتيني اليومي الذي أقوم به بشكل أساسي، فهذه المحلات جزء من حياتي وكل منها يحتاج إلى اهتمام ووقت خاص به، لذلك فإن تنظيم الوقت والالتزام بالروتين اليومي أمر أساسي لكي أتمكن من التنسيق بينها.
ولا أنكر أيضا جهود العاملين معي الذين يساعدونني في القيام بالأعمال المختلفة، فبإمكاني تفويض بعض المهام إليهم ليقوموا بها على أكمل وجه.
- ما هو أكبر عائق واجه شمسة المحروقي في الحياة العملية؟ وكيف تغلبت عليه؟
أعتقد أن جائحة كورونا كانت من أصعب التحديات والعوائق التي واجهت أصحاب الأعمال الخاصة مثلي، فقد كان لها تأثير سلبي كبير على مجالات التجارة والأعمال بكل أنواعها.
كما أنها أثرت كثيرا على حالتي النفسية، كانت فترة صعبة ومليئة بانعدام الشغف.
ولكن الحمد لله تمكنت من تجاوزها بأقل الأضرار، بفضل ثقتي بالله والصبر ودعم الأهل.
اقرأ أيضًا :شيماء الوهيبي وشيم النجاح في عالم الأزياء
نصيحة شمسة المحروقي الذهبية للوصول إلى العالمية في مجال الأزياء العمانية
- هل تخطط شمسة المحروقي للمزيد من المشاريع؟ وما هي خططك المستقبلية؟
أنا إنسانة طموحة لا أعترف بالمستحيل ولا أحب القيود، برغم عملي في مجالات مختلفة إلا أنني لا أتوقف عن الحلم والتخطيط للمستقبل، لذلك بإذن الله سيكون لي العديد من المشاريع القادمة.
انتظروا مفاجآتي القادمة في نهاية هذا العام بإذن الله.
- ما الذي تحتاجه المصممات العمانيات لتصلن إلى العالمية؟ وهل تتطلع شمسة المحروقي إلى ذلك؟
بالتأكيد أطمح إلى العالمية، فهذا هدف كل مصمم أزياء، والمصممات العمانيات لديهن من الكفاءة والموهبة ما يمكنهن من الوصول إلى العالمية بإذن الله، وخاصة مع دعم السلطنة لتمكين المرأة وحرصها على ارتقاء المرأة العمانية.
ولكن ما نحتاج إليه جميعا هو توفير الخامات المناسبة المتنوعة التي تتماشى مع الموضة لكي نتمكن من ابتكار أحدث التصميمات التي تنافس الأسواق العالمية.
- شمسة المحروقي أصبحت قدوة للكثير من الفتيات العمانيات، اللاتي يرون فيها مثال للمرأة الشابة الناجحة، ما هي نصيحتك لهؤلاء الفتيات؟
الحمد لله الذي جعلني قدوة ناجحة في نظر فتيات بلادي.
كما أن نصيحتي للجميع هي الثقة بالله، والإصرار على تحقيق هدفك.
كذلك ضعي هدفك نصب عينيك ولا تستمعي لآراء الآخرين السلبية التي تسعى لإحباطك، وستصلين لهدفك بإذن الله.
اقرأ أيضًا :شمس البلوشي وقصة نجاح ملهمة
إليكم بعض من أزياء رائدة الأعمال العمانية شمسة المحروقي :