أصبح إدمان الألعاب الإلكترونية ظاهرة مقلقة لا يمكن تغافلها أو التغاضي عن إيجاد علاج لها. فقد غزت هذه الظاهرة مجتمع الشباب، وما كان وسيلة للترفيه وقضاء الوقت أصبح سجنًا افتراضيا يعزلهم عن الواقع ويسيطر عليهم ويستعبدهم إلى درجة تعيق تواصلهم مع الآخرين أو أداء الأنشطة الحياتية الأخرى. كيف يمكن علاج هذا الإدمان وما هي أعراضه؟ هذا ما سوف نعرفه في هذا المقال.
ما هو إدمان الألعاب الإلكترونية؟
يقصد بكلمة إدمان الألعاب الإلكترونية الاستخدام المفرط للألعاب إلى الدرجة التي تعيق الحياة الطبيعية وتتعارض مع الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية. ومن أبرز الأعراض:
- قضاء ساعات طويلة في اللعب: قد يقضي المدمن 6 ساعات أو أكثر يوميًا على الألعاب.
- الشعور بالقلق والتوتر عند عدم اللعب: يشعر المدمن بحالة من الانزعاج وعدم الراحة عندما لا يكون قادرًا على اللعب.
- إهمال المسؤوليات: قد يُهمل المدمن دراسته أو عمله أو واجباته العائلية بسبب انشغاله باللعب.
- الكذب: فقد يؤدي إدمان الألعاب الإلكترونية إلى الكذب على العائلة والأصدقاء للتهرب منهم أو بشأن مقدار الوقت الذي قضاه في اللعب مما يستدعي العلاج.
- الخلافات مع الآخرين: قد تنشأ خلافات بين المدمن وعائلته أو أصدقائه بسبب إهماله لمسؤولياته وانشغاله باللعب.
- المشكلات الصحية: قد يعاني المدمن من مشكلات صحية مثل السمنة وقلة النوم وتعب العين.
ما هي الأسباب؟
لمعرفة كيف يمكن علاج إدمان الألعاب الإلكترونية، ينبغي معرفة الأسباب أولا. هناك بعض العوامل التي تحفز حدوث هذا الإدمان وأهمها:
العوامل النفسية
فالأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أو الاكتئاب أو القلق هم الأكثر عرضة للإدمان بغية الهروب من مشكلاتهم النفسية.
العوامل الاجتماعية
أحيانا يكون سبب لجوء الفرد إلى العالم الافتراضي هو رغبته في التواصل مع آخرين أو الشعور بالانتماء إلى مجموعة نتيجة لافتقاده ذلك في الواقع.
العوامل البيئية
أصبح من السهل الوصول إلى مختلف الألعاب عبر الانترنت، كما أن وجود ألعاب الفيديو في المنزل أمر شائع ومعتاد. وهذه من أهم أسباب
خصائص الألعاب
يتم تصميم الألعاب الإلكترونية بطريقة تحفز على الإدمان وتدفعك لمواصلة اللعب. وذلك باستخدام ألعاب غير منتهية تحتوي على عدد لا نهائي من المستويات المتقدمة والمكافآت.
كيف يمكن علاج إدمان الألعاب الإلكترونية؟
في المراحل المبكرة، يمكن أن تقوم الأسرة بدور كبير في رحلة العلاج. ومن أهم السبل التي يمكنها التدخل بها:
- التواصل مع الأولاد: ينبغي أن يتواصل الوالدان مع أبنائهم ويتفهمون مشاعرهم واحتياجاتهم والتي تختلف باختلاف المرحلة العمرية. وينبغي أن يكون بينهم حوار متبادل لكي يكونوا على اطلاع بما يحدث في حياة الأبناء.
- وضع قواعد واضحة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية: تشمل تحديد مدة اللعب ونوع الألعاب المسموح بها.
- المشاركة في الأنشطة الترفيهية: لا ينبغي أن يترك الآباء أبنائهم للأجهزة والشاشات، بل عليهم مشاركتهم في الأنشطة الترفيهية مثل الرياضة أو القراءة أو الطهي.
إذا جربت كل هذه الحلول ووجدت أنك غير قادر على مساعدة طفلك بمفردك، فعليك طلب المساعدة من المختصين. لا يوجد علاج واحد يناسب جميع حالات إدمان الألعاب الإلكترونية، ولكن هناك بعض الطرق التي يستخدمها المختصون مثل:
- العلاج النفسي الفردي أو الجماعي: والذي يساعد على فهم الأسباب التي أدت للإدمان وتطوير طرق العلاج.
- العلاج المعرفي السلوكي: يهدف إلى معرفة الأفكار الجوهرية والسلوكيات المرتبطة بالإدمان والعمل على تغييرها بشكل جذري مما يساعد على علاج المشكلة.
- مجموعات الدعم: تقوم مجموعات الدعم بتوفير فرصة للتواصل مع أشخاص أخرين يعانون من نفس المشكلة. وهي مفيدة في مشاركة التجارب والاستفادة من خبرات الآخرين.
- تغيير نمط الحياة وتشجيع الشخص على ممارسة الرياضة والانخراط في الأنشطة الاجتماعية وتقليل وقت اللعب بالتدريج.
قد يلجأ المختصون أحيانا لعلاج إدمان الألعاب الإلكترونية ببعض الأدوية خاصة لعلاج أعراض القلق والاكتئاب، وذلك في حالة فشل باقي الحلول.