عيد الأضحى المبارك ليس فقط مناسبة دينية عظيمة تحمل قيم التضحية والتقرب من الله، بل هو أيضًا موسم احتفال جماعي مفعم بالدفء الأسري والموائد العامرة. وتختلف تقاليد إعداد الغداء في عيد الأضحى من بلد لآخر، لكن جميعها تتفق على شيء واحد: اللحم هو النجم الرئيسي للأطباق، خاصة لحم الأضحية. في هذا المقال، نأخذك في جولة شهية حول العالم لاكتشاف أشهر وصفات الغداء التقليدية وأشهر الأكلات التي تميز عيد الأضحى في ثقافات مختلفة.
1- المنسف الأردني
لا يمكن الحديث عن غداء العيد في الأردن دون ذكر “المنسف”، الطبق الوطني الذي يعد من أبرز رموز الكرم الأردني. يتكون المنسف من لحم الخروف المطهو على نار هادئة، يقدم فوق طبقة من الأرز، ويغمر بصلصة اللبن الجميد المجفف، وهي العنصر الفريد الذي يميز هذا الطبق عن غيره. كما يزين الوجه بالمكسرات المحمصة والخبز الشراك، ويقدم في صينية كبيرة ليؤكل جماعيًا، كدلالة على الوحدة والمحبة.
2- الكسكس باللحم من وصفات عيد الأضحى التقليدية في المغرب
يعد “الكسكس باللحم” من أشهر أطباق عيد الأضحى في المغرب. يطهى لحم الخروف مع تشكيلة غنية من الخضروات كاللفت، الكوسة، الجزر، والقرع في قدر خاص يسمى “الكسكاس”، ويقدم فوق حبيبات الكسكس المطهية بالبخار. كما تمزج النكهات بالبهارات المغربية مثل الزعفران، القرفة، والكمون، ما يمنح الطبق طابعًا عطريًا مميزًا. وغالبًا ما يختتم الغداء بكؤوس الشاي المغربي بالنعناع. يحوز هذا الطبق شهرة عالمية، فالمطبخ المغربي من المطابخ المشهورة ذائعة الصيت.

3- البشر المشوي من السودان
في السودان، يحتفل الناس بعيد الأضحى بتحضير أطباق تعتمد على لحم الأضحية الطازج، ومن أشهرها “البَشَر”. وهو عبارة عن لحم ضأن يقطع إلى شرائح رفيعة. يتم تتبيله بملح وبهارات سودانية تقليدية، ثم يشوى على الفحم. كما يقدم غالبًا مع “العصيدة”، وهي مزيج من الذرة المطبوخة يشكل في هيئة كرات. هذا الطبق البسيط يعكس بساطة الحياة السودانية وطعمها الأصيل.
4- المقلقل من وصفات عيد الأضحى التقليدية
المطبخ السعودي يحتفي بعيد الأضحى بطبق “المقلقل”، فهو من الوصفات التقليدية لهذا اليوم. وهو أكلة لذيذة وسريعة التحضير وذات طعم مميز. فهي تطهى من لحم الغنم المفروم مع البصل، الفلفل الحار، والطماطم، على نار عالية. يتميز المقلقل بنكهته القوية ورائحته الشهية، ويقدم مع الخبز أو الأرز، حسب التقاليد المحلية. كما يفضل الكثير من السعوديين تناوله مباشرة بعد الذبح، حيث يعد رمزًا للكرم والحفاوة.
5- البرياني باللحم في الهند وباكستان

يحتل “البرياني” مكانة مميزة في غداء عيد الأضحى لدى المسلمين في الهند وباكستان. وهو يتكون من أرز بسمتي متبل، ولحم الضأن المطهو بتوابل مثل الكركم، الزنجبيل، القرنفل، والهال. يتم طهي البرياني بطريقة الطهي البطيء في قدر مغلق، ما يسمح للنّكهات بالتغلغل في كل حبة أرز. كما أنه يزين غالبًا بالبصل المقلي والزبيب والمكسرات.
6- المحشي والفتة وصفات عيد الأضحى في مصر
في مصر، يبدأ صباح عيد الأضحى غالبًا بطبق “الفتة”، الذي يعد من أهم الطقوس الغنية بالنكهة والذكريات. تتكون الفتة من أرز، قطع لحم مسلوق، وخبز محمّص، مغمورين بصوص الطماطم والثوم المميز. ولا تكتمل المائدة دون “المحشي”، بأنواعه المختلفة وخاصة محشي الكرنب وورق العنب. يعشق المصريون هذه الأكلات التقليدية، ولا تخلو منها مائدة في أي مناسبة.
عيد الأضحى مناسبة تتجلى فيها المعاني الروحية والاجتماعية، وتأتي أكلات ووصفات الغداء التقليدية لتعزز هذا التواصل، ليس فقط عبر المشاركة في الطعام، بل أيضًا عبر تناقل الوصفات والعادات جيلًا بعد جيل. ورغم اختلاف النكهات من بلد لآخر، فإن جوهر الاحتفال واحد: الحب والكرم وشكر لله. فكل طبق على مائدة العيد يحمل حكاية، وكل نكهة تروي جزءًا من تراث الشعوب الإسلامية.