العناد عند الأطفال هي مشكلة تعاني منها أغلب الأسر، ويستعصى عليها إيجاد حلول لها وفهم أسباب ودوافع هذا السلوك عند الأطفال. ولكن إذا عرف السبب بطل العجب! فعند معرفة ما هي الدوافع وراء هذا السلوك، والطريقة الصحيحة للتعامل معه يمكننا تخطي هذه المشكلة بسلام دون أن تتأثر علاقتك بطفلك. فالعناد هو سلوك فطري طبيعي لمراحل عمرية معينة. فالطفل يحاول التعبير عن ذاته وإظهار قدرته على الاعتماد على نفسه، ولكن عندما يتكرر السلوك ويصبح مفرطًا، نصبح في مشكلة حقيقية نحتاج إلى التوقف عندها.
ما هي أسباب العناد عند الأطفال؟
هناك عدد من العوامل التي تدفع الطفل إلى الإفراط في هذا السلوك، ومنها:
- محاولة لفت الانتباه، خاصة إذا كان يشعر بالغيرة أو الإهمال في وجود أطفال آخرين.
- الشعور بالتهميش في الأسرة.
- التعرض للعقاب المتكرر أو التعنيف.
- التدليل الزائد والمبالغة في إرضاء الطفل.
- وصمه بأنه عنيد وتكرار هذا الوصف أمامه.
- أجواء المنزل غير المستقرة في حال وجود مشكلات زوجية أو أسرية.
- الإفراط في استخدام الهاتف المحمول وممارسة الألعاب الإلكترونية.
7 حلول لمشكلة العناد عند الأطفال
حافظي على شخصية طفلك
من أهم الأسباب التي تدفع الطفل إلى معارضة كلامك هو محاولته إظهار شخصيته وشعوره أن الوالدين يحاولون إلغاءها. لذلك لا تحاولي إلغاء شخصية طفلك أو قهرها. عليك احترامه مهما كان سنه صغيرًا، ويظهر هذا الاحترام عندما تستمعون له بإصغاء وتظهرون الاهتمام بما يقول. عليك باحترام رغباته في اختيار ملابسه ومتعلقاته الشخصية وهواياته طالما أنها تتناسب مع مبادئ الأسرة. ومناقشته بهدوء إذا كان لديك اعتراض على اختياره.
احذري مناقشة الخلافات الزوجية أمام الأطفال
تكرار الخلافات الزوجية يشعر الطفل بعدم استقرار الأسرة، وهو جو غير صحي حيث يشعره بعدم الأمان. لذلك، احذري من إجراء هذه النقاشات أمام الأطفال فهي من أهم أسباب العناد. بل ينبغي أن تكون مناقشات الوالدين في خصوصية بعيدة عن أبنائهم.
المساواة بين الأبناء
تقع كثير من الأمهات في فخ التفرقة بين الأبناء، وهو سبب خطير يؤدي لتفشي العنف والغيرة بينهم. مما يضطر الصغير إلى العناد كوسيلة لإظهار اعتراضه على هذه التفرقة. لذلك، عليك التعامل مع أبنائك بمساواة وحيادية ودون تمييز سواء بسبب الجنس أو السن أو الميل القلبي لأحدهم عن الآخرين.
خصصي وقت يومي لطفلك
من المؤكد أنك تتساءلين: كيف أخصص وقت يومي لهم وأنا أمنحهم يومي كله؟ ولكن ليس المقصود هنا هو الاهتمام بطعامهم وملبسهم ودراستهم، بل تخصيص وقت للحديث الودي معهم مهما كانت مشاغلك. أظهري اهتمامك بهواياتهم ومواهبهم، تحدثي معهم عن يومهم وأصدقائهم واهتماماتهم. العبي معهم أو قوموا بمشاهدة فيلم معًا أو صنع قالب من الكيك أو أيا ما كان ما يفضلون فعله معك.
احذري كثرة الانتقاد
النقد المستمر يولد العند ويدفع الفرد إلى الرغبة في فعل عكس ما يوجه إليه من تعليمات. احذري انتقاد طفلك والتنمر عليه خاصة أمام أصدقائه أو باقي أفراد الأسرة. فالنقد يدمر ثقته بنفسه ويدفعه إلى محاولة إثبات الذات عن طريق معارضة تعليماتك ومهاجمتك.
تقنين وقت استخدام الشاشات
الكثير من أفلام الكارتون والألعاب الموجهة للأطفال تحتوي على عنف مفرط وجرائم وقتل بما لا يتناسب مع أعمار الأطفال ونفسيتهم. هذه الألعاب تعزز العناد والعنف لدى الأطفال. لذلك، عليك الحد من الاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية، وفحص ما يلعبه طفلك للتأكد من أنها تناسب سنه.
عززي تواصل طفلك مع المجتمع
الطفل المنطوي الذي يبالغ أهله في العناية به وحمايته ينشأ بشخصية غير سوية. فهذا يقوض ثقته بنفسه ويجعله اتكاليًا على أسرته ومع الوقت يصبح أكثر معارضة وعنادًا معهم. عززي اندماج طفلك في المجتمع بشكل إيجابي. واسمحي له بالتعامل بحرية مع الآخرين طالما يكون ذلك تحت عنايتك ورقابتك حتى يصل إلى السن المناسب ليتعامل بمفرده.