ازداد مؤخراً الإقبال على المنتجات الطبيعية المُعدة منزليّاً للبشرة وللجسم، إلى أن شكّل ذلك هوس الاهتمام بالجمال لدى البعض. ففي عالم يشكو من ارتفاع معدلات التلوث في الجو وما ينتجه ذلك من أمراض للإنسان، ينصح الخبراء باستخدام المنتجات الطبيعية والعضوية للعناية بالبشرة كبديل للمنتجات التي يحتوي الكثير منها على مكونات كيميائية ضارة، إذ أنّ أجسامنا تمتص ما نضعه على شعرنا و بشرتنا من منتجات التجميل، مما قد يؤثر على صحتنا العامة.
” أناقتي” التقت مع “عزيزة الخصيبية” أو كما يطلق عليها ” أم الهنوف” صاحبة مشروع “خلطاتي” لبيع المنتجات والخلطات الطبيعية للعناية بالبشرة والشعر والجسم بأكمله، قصة ملهمة للكثيرين نكتشف تفاصيلها في الحوار التالي:-
-
فكرة منتجات خلطاتي كيف انطلقت؟
انطلق مشروع خلطاتي من مقولة (الحاجة أم الإختراع) فكما يعرف الجميع بإن جسم المرأة وبشرتها يتعرضان لتغيرات كثيرة خلال فترة الحمل والإنجاب.
ومع أول مولود وهبني الله اياه بدأت في البحث والتحري عن منتجات محلية في السوق تعالج ماتم اكتسابه في فترة الحمل من إسمرار في البشرة وتصبغات وشحوب، وأيضا تمددات حمراء في الجلد اكتسبتها البشرة بسبب زيادة الوزن في فترة الحمل. كما فقدت بشرتي النظارة الطبيعية والتي لطالما تمتعت بها قبل فترة الحمل.
ولكن بعد استعمالي لأغلب المنتجات المحلية في السوق لم احصل على النتائج المرجوه منها. فبدأت خطواتي في تكوين قاعدة معلوماتية واسعة في قراءة كتب الأعشاب وأطباء التجميل والبحث عن أفضل الخلطات الشعبية القديمة، ومتابعة كل جديد في عالم الخلطات والتعرف على أفضل المواد الطبيعية التي تقدم للمرأة جمال متكامل من أسرار الطبيعة.
وأول منتج اقوم بصناعته لنفسي، كان عبارة عن خلطة صابونية بالأعشاب وكريم عميق الترطيب بخلاصة “زبدة الشيا” ومقشر طبيعي بالسكر والزيوت العضوية. وبعد إستمراري على منتجاتي التي صنعتها بنفسي ولنفسي، لاحظ الأهل والأصدقاء تغير بشرتي وتحسنها في فترة زمنية قصيرة حيث تمتعت بشرتي حينها بالنظارة والنعومة والتفتيح الطبيعي الذي طالما حلمت به ، ( فكل النساء لديهن هوس في الجمال ).
ثم تمت مطالبتي بالوصفات السحرية فأصبحت وبدون مقابل أصنع لأمي واختي والمقربين، حيث بعد ذلك انتشرت بين الصديقات ولاقت إعجاب الجميع، فلمعت الفكرة لدي خاصة انها هواية واستمتع كثيرا في صنع هذه المنتجات. فقررت المضي بها كمشروع وتجارة مستفيدة من تخصصي الجامعي في مجال التجارة، وساعدتني هذه الدراسة على وضع الأسس الصحيحة لإدارة تجارتي.
كما أنها اغنتني عن الإستمرار في وظيفتي السابقة، فأستقلت من عملي وقررت ممارسة هوايتي، فأصبحت هي وظيفتي وبدأت تجارتي تكبر تحت مسمى (أم الهنوف) حيث كانت ولادة الهنوف دافع قوي جدا لإختراع هذه المنتجات والتي تبدأ فكرتها بالدمج والخلط المدروس بدقة. ولاقت الفكرة إعجاب واسع جدا رغم إن بدايتها كانت برأس مال لا يتجاوز عن ٦٠ريال فقط ، حينها كان عمري ٢٠ سنة وكنت حينها لم إنهي دراستي بعد.
ولكن عزمت على الإستمرار وتسجيل المشروع وتوثيقه في وزارة التجارة وتم تغير المسمى المتعارف عليه من ( أم الهنوف ) إلى علامة تجارية موثقة تجاريا بإسم (خلطاتي) اسم رمزي جدا ومعبر لنشاط الذي اقوم به وبفضل من الله وتوفيقه تم افتتاح فروع محلات خلطاتي في مختلف ولايات السلطنة.
-
العوامل التي ساعدت في نجاحها وانتشارها بالسوق العماني ؟
أهم العوامل التي ميزت خلطاتي هي أنها منتجات طبيعية خالية من إي مواد ضارة، بالإضافة إلى أنها تعطي مفعولا واضحا في فتره زمنية قصيرة لا تتجاوز ال٣ أسابيع. فأصبحت التجارب هي من أهم الأسس التي نشرت فعالية المنتجات وتجاوب أغلب بشرات النساء والرجال عليها.
فكل فرد في العائلة يبلغ أهله وأصدقائه عن تجربته الناجحة لمنتجات “خلطاتي”، ذلك ساعد على انتشار شهرة منتجات خلطاتي. وبجانب ذلك أسعار منتجات خلطاتي في متناول الجميع وهدفها استفادة المستهلك أكثر من الربح المادي، ومتابعته حول كيفية الاستخدام وعرض تجارب الزبائن بكل شفافية .
وبفضل من الله لم اخف يوما من المنافسة أو التقليد لأن كل تركيزي يصب حول كيفية أن أتميز ببمصمتي في هذا المجال من خلال صنعي للمنتجات أمام الزبائن في “السناب شات”، وتصوير كل الدورات والورشات التي شاركت فيها لزيادة نسبة الوعي في هذا المجال.
ساعد ذلك على زيادة الثقة بين البائع والمشتري لأنه اصبح مطلعا على أهم المواد المستخدمة في صنع المنتج، واصبح على داريه إن الصانع لديه خبرات وشهائد موثقة في مجاله، حيث يتم تزويده بكل المكونات وأهم النصائح ومتابعته للحصول على بشرة مثالية وصحية.
• أهم المنتجات التي تتميز بها “خلطاتي؟ وما هي أحدث مجموعاتك؟
تتميز خلطاتي بتخصيص المُنتجات في مجموعات متكاملة ، توفر على الزبون الجهد في البحث عن تفاصيل المنتجات ،فيحصل على أهم المنتجات المخصصة للوجه ،أو الجسم، أو الشعر في مجموعة واحدة ، ومن أشهر المجموعات لدى خلطاتي والأكثر مبيعا ( مجموعة وجه القمر) وهي مجموعة خاصة للعناية بالوجه حيث إنها توفر كل احتياجات البشرة ( واقي شمس ، غسول ، كريم ليلي ،سكراب ، وماسك )وأحدث المجموعات لدينا مجموعة عروس الزين ، مجموعة شاملة للعناية بشعر وبشرة العروس بثيم مختلف تماما عن باقي المنتجات ومع جدولة مدونة لطريقة الاستخدام الصحيح مع الترتيب الزمني لكل منتج.
-
هل المنتجات الطبيعية الخيار الأمثل للمرأة لحل مشاكل البشرة؟
وفق قناعاتي أعتقد بأن المنتجات الطبيعية تعطي مفعولا أكثر في حل أغلب مشكلات البشرة والشعر لأنها خالية من أية مواد حافظة وخالية من الأصباغ والروائح العطرية ، والتي تعتمدها أغلب الشركات العالمية لجذب الزبون عن طريق الرائحة واللون والشكل التكويني، علما بأن منتجات خلطاتي تتمتع بأجمل قوام وروائح طبيعية بدون أية إضافات ملونة ،أو روائح كحولية ومواد حافظة، لذلك فإن مفعولها على البشرة يتضح في فترة زمنية قصيرة عند اهتمام المرأة واستمرارها على العناية بمنتجات خلطاتي بالطريقة الصحيحة، وبصدد هذا الأمر قمتُ بالالتحاق بالعديد من الدورات لتعلم صنع كل المنتجات من الصفر تحت الظروف المخبرية المناسبة ، في أبو ظبي وتركيا وحصلت على العديد من التكريمات من شركة أوربك ،وجمعية المرأة العُمانية ،وجامعة السلطان قابوس ،ووحدة غسيل الكلى.
حيث أصبح الوعي عالميا في الوقت الحاضر بأن المنتجات الطبيعية هي الفُضلى والكُثرى مفعولا ، لذلك أصبحت الشركات العالمية تعتمد في مكوناتها وإعلاناتها على إظهار هذا الجانب وذكر أهم المكونات التي أصبح لها صيت في عالم الجمال مثل :زبدة الشيا، وزيت الأرجان ،وهلام الصبار وغيرها من المواد الطبيعية فأخذت كل هذه المواد كبند أساسي في اللوحات الدعائية في أغلب الشركات العالمية، ويرجع ذلك إلى ثقة النساء من جميع أنحاء العالم في المكونات الطبيعية للعناية بالبشرة والجسم وغيرها.
-
مدى رضاء النساء عن استخدام منتجات ” خلطاتي” والحصول على نتائج جيدة ومُرضية؟ وكيف نجحت في تلبية كافة احتياجات المرأة؟
المصداقية والشفافية مع الزبائن هما سر نجاحي، حيث أقوم بتقديم كل المعلومات عن المنتج من مكونات وغيره للزبونة. يأتي هذا من منطلق المسؤولية تجاه أخواتي وزبائني بأن بعض المكونات قد تسبب مشاكل في البشرة للنساء اللاتي تعانين من حساسية أمراض جلدية.
لذلك يشعر جميع زبائني بالرضا التام سواء عن منتجات ” خلطاتي”، أو من خلال التعامل معي، فجميع النصائح والمعلومات تفيدهم في الاستخدام الأمثل للمنتجات.
-
ما هي المراحل التي تمر بها منتجات ” خلطاتي” لكي تصل إلى المرأة بشكلها النهائي؟
أول خطوة هي البحث عن المواد الطبيعية الأصلية، ولأن بعض أصحاب محلات الأعشاب والعطارة تقوم بالمغالاة أو بيع مواد تقليدية فقد قمت بالاتفاق مؤخرا مع شركة متخصصة في هذا المجال تقوم بتزويدي بكميات كبيرة. ثم نبدأ بعملية صنع الخلطة وهي دمج المواد الطبيعية مع بعضها البعض، بعد ذلك نقوم بعملية التسعير ثم وضع الملصقات من خلال مصممة جرافيك متخصصة في هذا المجال. والخطوة الأخيرة توفر لنا شركة أخرى العلب التي نضع بداخلها المنتج ونعرضها للبيع في فروعنا.
-
هل المنتجات تخضع للاختبار والتجربة أكثر من مرة؟
أي منتج من ” خلطاتي” أقوم بتجربته على نفسي أكثر من مرة، وإذا ظهرت نتائج إيجابية عليه أقوم بطرحه ضمن منتجاتي. في الوقت ذاته هناك متابعة وفحوصات دائمة من قِبَل البلدية لحماية المستهلك وتقوم بالكشف على المنتجات على فترات زمنية منتظمة ولله الحمد لم أحصل على أية مخالفة تجارية لأن استفادة الزبون هي الهدف الارتكازي لأي اختراع جديد.
فمنتجاتي آمنة تماماً والمواد المستخدمة كلها متوافرة في السوق ومُصرّحة من قِبَل وزارة الصحة. وفكرة منتجات خلطاتي هي دمج هذه المواد المختلفة من أعشاب ،وزبدات ،وزيوت ،وحبوب طبيعية، بكميات مدروسة غير عشوائية ، لتعطي نتائج مفيدة لمستخدميها. كما تتميز ” خلطاتي” بالروائح الطبيعية لكل منتجاتها، بدون إضافة أي زيوت عطرية ،أو منتجات عطرية، كما لا يتم إضافة أي ألوان ،أو صبغات للمنتج.
-
هل هناك مجموعات خاصة للعرائس للعناية بالبشرة والجسم قبل حفل الزفاف وخلال شهر العسل؟
مجموعة “عروس الزين “كما أسلفت هي مجموعة مخصصة للعرائس تهتم بالمرأة من رأسها إلى أخمص قدميها ، وهي مجموعة جدا مبهرة في العناية الفائقة ببشرة العروس وشعرها، وأيضا
يمكن للعروس استخدام “مجموعة السفر” أثناء شهر العسل ، فهي منتجات صغيرة الحجم توفر عناية متكاملة تحمي البشرة من ضربة الشمس والاسمرار الذي يرافق أغلب المسافرين عند السياحة لطول فترة تعرضهم للشمس والخروج الدائم وتتكون من (صابونة مع سكراب معا )، مرطب الزبدات، خلطة لتبييض اليدين، غسول الكركم، والكريم الليلي وواقي الشمس وماسك طبيعي.
-
سر تميز رائدة الأعمال “عزيزة الخصيبية”في عمل الفيشل للسيدات؟
الفيشل هو التنظيف العميق للبشرة ، وأنا شغوفة جدا في ذلك ، حيث كنت دائما أعتمد على تنظيف بشرتي بنفسي بشكل دوري وأيضا أعمل في إطار خاص عائلي في هذا المجال ، وقد قدمت فقرة في” السناب شات” اسمها ( فيشل أم الهنوف) عرضت فيها أهم الأدوات المبسطة التي تحتاج لها المرأة لتعمل بنفسها فيشل منزلي والذي يعطي نتائج مبهرة لمطبقيها، وبعد عرض المواد أصبحت زبائني في أتم الاستعداد للتطبيق ، وفي ساعة متفق عليها بيني وبين الزبائن عرضت طريقة عمل الفيشل خطوة بخطوة على أخي والذي كان يعاني من مشاكل الحبوب وتراكم الدهون تحت الجلد والرؤوس السوداء وبعد التنظيف العميق الذي تم عرضه مباشرة خطوة بخطوة مع الشرح المفصل للزبون ظهرت النتائج بشكل فوري على بشرة أخي فقد تمتعت حينها بالنضارة والنظافة الملحوظة بعدها استقبلت العديد من الطلبات من زبائني لأقوم لهن بالفيشل.
فأخذت دورات في هذا المجال بمصاحبة أختي الممرضة “بلقيس” والآن بالتعاون مع عدد من مراكز التجميل بمسقط أقوم أنا وأختي بعمل الفيشل للسيدات لتغطية الأعداد الكبيرة من الزبائن مستخدمين منتجات “خلطاتي” ،أو منتجات عالمية. مثل ماركة” دكتور رينود” وغيرها وقد لاقى الفيشل إعجاب الجميع و إبداء تجربتهم للآخرين .
وفي هذا المجال أنصح الفتاة ذات البشرة العادية أن تقوم بالفيشل مرة كل شهرين، يستغرق فيشل البشرة العادية ساعتين)،أما الفتاة ذات البشرة الدهنية والتي تعاني من الرؤوس البيضاء والسوداء فعليها أن تقوم بالفيشل مرة كل شهر ، ويستغرق فيشل البشرة الدهنية ٣ ساعات)وتنظيف البشرة العميق مهم جدا لمنع تكون الرواسب في البشرة وظهور الحبوب ،والتخلص من القشور الجلدية ، وهناك تعليمات مفصلة تم طرحها للزبائن قبل الإقدام على عمل الفيشل .
-
معوقات واجهتك في حياتك العملية؟
صعوبة الإجراءات في افتتاح فروع جديدة ،أو تعيين موظفات في الفروع تعد من أكثر المعوقات التي تواجهني. وفي هذا المجال أحب أن أشكر كل من ساندوني وشجعوني على افتتاح هذا المشروع بداية من زوجي وهو أكبر سند لي ومصدر قوتي، ووالدي ووالدتي وأخواتي وجميع أصدقائي.
-
طموحات وتطلعات مستقبلية؟
على المدى القصير لدي فرعان في “بني جعلان” ،وفرع جديد في” صحار”، وأتطلع إلى افتتاح فرع جديد في مسقط يكون “مركز سبا”، كما أطمح بافتتاح فرع في الإمارات كون لدي زبائن كثيرون من الإمارات وشغوفون بمنتجاتي.
على المدى البعيد أتمنى الوصول إلى العالمية وافتتاح شركة كبيرة في مجال الخلطات، أو عقد شراكات مع شركات عالمية.
على المستوى الشخصي لدي بنتان شغوفتان بمجال “الخلطات”، ودائما تساعدانني في تصنيع الصابون وتجهيز الكميات الكبيرة وأتوقع أن يكون لهما مستقبل مشرق في هذا المجال.