تنفرد السلطنة بتراث حضاري وتاريخي عريق يزخر بثقافة متأصلة وموروثات أصيلة تعكس مدى ارتباط الانسان العماني ببيئته ومجتمعه، ويتجلى هذا الأمر من خلال الأزياء العمانية والفنون التقليدية والعادات والتقاليد التي يعتز بها العمانيون.
“أناقتي” ألتقت ريما بنت صادق الساجوانية صاحبة ورئيس مجلس إدارة شركة مشاريع ريما المتكاملة، والمتخصصة في تنظيم الفعاليات التراثية والمؤتمرات والندوات. لتطلعنا عن أهمية الفعاليات التراثية للحفاظ على التراث العماني وهويته ودورها في تقديم صورة مشرفة للسلطنة وغيرها من التفاصيل في الحوار التالي.
• ريما الساجوانية.. عطاء ونجاح في حفظ التراث، لماذا تركز جميع الفعاليات التي تقومي بتنظيمها على التراث العماني؟
التراث العماني يمثل الهوية وثروة الشعب العماني، وهو ميراث جماعي يجب علينا جميعا الحفاظ عليه، وأيضا كانت من بعض الخطابات والتوجيهات مولانا الراحل السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- على أهمية الحفاظ على التراث العماني.
وكما نعلم تنفرد السلطنة بتراث حضاري وتاريخي عريق يعكس مدى ارتباطنا نحن العمانيون ببيئتنا ومجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا، وهذه من أهم الأسباب الذي يجعلني ويقودني على التركيز على تنظيم الفعاليات الخاصة بالتراث العماني لأنه يعكس مدى تعلقي بهذا التراث الأصيل الذي يمثل هويتي.
ومن خلال هذه الفعاليات التي أقيمها سنويا أحاول أن أقدم رسالة واضحة للأجيالنا القادمة عن ما هو التراث العماني وما يندرج تحت هذا التراث الأصيل، والتي تضم المعالم والأزياء والحلي والفنون التقليدية والألعاب الشعبية والعادات والتقاليد.أيضا أجدد هذه الأصالة والثروة أمام المجتمع، لكي لا يكون أمرا منسيا مع التطور والتحدث واسترجاع الذكريات والحفاظ على هذا التراث الأصيل.
-
من وجهه نظرك كيف تساهم الفعاليات التراثية في تقديم صور مشرفة تليق بالتراث العماني؟
الفعاليات لها دور كبير في تقديم صورة مشرفة تليق التراث العماني لأن هذه الفعاليات والعروض الحية التي تقام تقدم صورة حية عن التراث العماني للحضور والزوار وعن العادات والتقاليد والثقافة العمانية.
وكما نرى أن الكثير لديهم معلومات واسعة عن التراث العماني من خلال الصحف والكتب والمجلات، ولكن يختلف عندما نرى هذه الكلمات تعرض حية أمام أعينهم وتبرز لهم التفاصيل و الأمور الدقيقة التي يخص التراث العماني. وخاصة للسائحي الذي نحاول أن نقدم لهم وتوصيل الفكرة الصحيحة والدقيقة لهم من خلال هذه الفعاليات أو المعارض أو المنتديات.
كذلك من خلال هذه الفعاليات والمعارض تكون فرصة لتعارف الشعوب وملتقى الحضارات وتبادل الثقافات بين الشعب العماني والشعوب الآخرى. ومن خلال هذه الفعاليات توضح صورة التراث العماني وما يحمله هذا التراث ومدى اهتمام الجهات الحكومية والخاصة به وبإقامة الفعاليات الثقافية لكي يظل هذا التراث الاصيل خالدا.
-
هل هناك آليات محددة للحفاظ على التراث العماني من خلال تسليط الضوء على الأزياء التلقيدية والفنون الشعبية والأعمال الأدبية؟
هناك آلية محددة للحفاظ على التراث العماني وذلك من خلال تسليط الضوء على الأزياء العمانية والفنون الشعبية والأعمال الأدبية ، ولقد عملت جاهدة وبكل شغف لتوثيق الأزياء العمانية التقليدية وكل ما يخص التراث العماني من خلال الفعاليات وتشجيعي الدائم كان للمؤسسات العمانية الصغيرة والمتوسطة ودعمهم بشتى الطرق، كذلك وثقت هذا التراث من خلال تدشين كتاب “تراثنا بين الماضي والحاضر” وقمت بالإشراف وتنفيذ هذا الكتاب.
-
دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الحفاظ على التراث العماني؟
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لهم دورا كبيرا للحفاظ على التراث العماني، كون هذه المؤسسات هم الأساس في وتوصيل الرسالة الإيجابية عن التراث العماني. هذه المؤسسات من خلال مشاركاتهم في المعارض المحلية أو الدولية بالمنتجات التراثية أو التقليدية، يتعرف الزائر على التراث العماني وأيضا الثقافة التي يتمتعون بها فمن خلال الشرح عن التفاصيل المنتج يحاولون توصيل معلومات وتفاصيل الذي يشمله هذا المنتج.
وفي الفترة الأخيرة هناك الكثير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي برزت من حيث اهتمامها بالتراث العماني ومن خلال تركيزهم بصنع المنتجات الذي تحمل الطابع العماني الأصيل، ومشاركتهم الواسعة وعرض الأزياء العمانية التقليدية القديمة والحلي العمانية، وأيضا إنشاء المؤسسات الخاصة بالمنتجات العمانية الأصيلة.
-
كيف يمكن لفعاليتنا التراثية أن تمثل مرجعا لأجيالنا القادمة؟
نحن نحاول من خلال هذه الفعاليات أن نقدم عروض الأزياء والحلي العمانية التقليدية الرجالية والنسائية، ومن خلال عروض مرئية (أفلام قصيرة) عن كل ما يشمل أو يندرج تحت التراث العماني من العادات والتقاليد، لتكون كالرسالة و مرجعا للأجيال القادمة وكل ما نقدمه هو التراث الأصيل الثري بدون إي تحديث أو تطوير.كما قمنا في عام 2017 بتدشين كتاب “تراثنا بين الماضي والحاضر” بالبيت الزبير تحت رعاية صاحبة السمو السيدة منى بنت فهد آل سعيد، كان يشمل هذا الكتاب كل ما يخص التراث العماني وقدمت صورة واضحة ومختصرة للقارئ وللأجيال القادمة.
-
ما هي الرسالة التي تودين دائما تقديمها من خلال فعالياتك؟
كما ذكرت التراث العماني هو ميراث جماعي ولا يحتكر على أحد، كلنا مسؤولون على الحفاظ عليه ورسالتي هي للأجيال القادمة أن لا نضيع تفاصيل هذا التراث من خلال التطور أو تحت المسمى التطور. يجب أن نحافظ على الأزياء العمانية التقليدية بتفاصيلها العريقة والأصيلة، لأن السلطنة منفردة ومميزة بهذا التراث والعادات والتقاليد ، ونقدر جهود أباءنا وأجدادنا في بناء هذا التراث الأصيل لأن من دونه نحن بلا هوية.
وأيضا أن يساهم أفراد المجتمع بإقامة مثل هذه الفعاليات بصفة مستمرة لأهميتها، ورسالتي تتمثلل في تقديم المفهموم الصحيح عن التراث العماني فهو رمزا للهوية والإنسانية الخاصة بالشعوب. ويساهم في تعزيز الروابط ما بين الماضي والحاضر والمستقبل ، ويزيد من التماسك الاجتماعي والمساعدة على تعزيز السلام وتعزيز الاقتصاد.
-
ما هي الأخطاء التي قد يقع فيها البعض خلال تنظيم الفعاليات التراثية؟.
تقديم الفعاليات دون البحث أو استشارة أصحاب الخبرات في هذا المجال من أكثر الأخطاء، فالأفكار والأراء تختلف من شخص لآخر ، لكن لابد وجود معنا الخبرة الكافية للأقامة مثل هذه الفعاليات لأنها تتحدث عن أساس السلطنة وهو التراث العماني.
كما يقوم البعض بتنظيم الفعاليات بشكل مسرع للإحتفال بالمناسبات الوطنية دون تقديم أساسيات هذه الفعالية، كما يعد عدم التسويق الناجح للفعالية من أكثر الأخطاء الشائعة فتضيع جهودهم والفعالية لا توصل لشريحة كبيرة من الأفراد في المجتمع.
-
هل هناك تحديات وصعوبات قد واجهتك بالعمل في هذا المجال؟
التحديات والصعاب هم أساس نجاحي المستمر في هذا المجال، واجهت كثير من التحديات منها الحصول على ثقة المشاركين وتطبيق وتنفيذ الأفكار بطريقة صحيحة خوفا أن لا أقدم شيئا مخالفا أو أقل من المستوى الذي أقدمه كل عام.
ومن أهم و أكبر التحديات سنويا تتمثل في التعمق والبحث عن التراث العماني، لكي أقدم صورة مشرفة عن تراثنا. وأيضا أن تكون الأزياء التقليدية التي نقدمها مناسبة للمستوى الفعالية والفقرات وبرنامج الحفل، ومن بعض التحديات أيضا التسويق الصحيح للفعالية لكي تنال كل مؤسسة على حقها من المشاركة.
-
معرض ذا وورلد أوف جلامور… فعاليات خطفت الأضواء على مدار السنوات السابقة،، كيف تصفين تلك التجربة وما هي طموحاتك المستقبلية فيما يخص المعرض؟
الفعالية “ذا ورلد أوف جلامور” بتوفيق من الله وحده وبجهود المشاركين وفريق العمل وبدعوات الجميع وتشجيع الزوار، وصلت إلى مستوى راقي يفوق كل التوقعات.
لم تكن التجربة سهلة بل مليئة بالتحديات والمواقف كثيرة، ولكن بالإرادة والعزيمة والصبر تمكنا من النجاح. الفعالية “ذا جلامور شو” أصبح لها طابع غربي وتتميز بالمشاركين التي تعد الفعالية أول تجربة مشاركة لهم.وبثقة الناس في الفعالية، نجحنا في تنظيمها على مدار 7 سنوات متتالية حتى أصبحت من أبرز الفعاليات في محافظة مسقط.
طموحاتي ليس له حدود، دائما أسعى لإيصال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى قمم الجهات الرائدة، وأن أوسع لهم المجال بالمشاركات في الفعاليات وفقا لأعلى المستويات وأيضا أن اكون معهم يدا بيد للتحقيق طموحاتهم وأهدافهم، وأن أقيم مثل هذه الفعاليات التراثية بمستوى أكبر و على نطاق أوسع.